[الإمام إبراهيم بن عبدالله بن الحسن (ع)]
[الإمام إبراهيم بن عبدالله بن الحسن (ع)]
  ولما قُتل بلغ العلم إلى أخيه إبراهيم بن عبدالله # وهو # داعية أخيه المهدي لدين الله - عليهما الصلاة والسلام - في البصرة، وقد استولى عليها وعلى كثير مما والاها، يوم العيد غرة شوال سنة خمس وأربعين ومائة، فصلى بالناس صلاة العيد ثم رقا المنبر وخطب وذكر قتله ونعاه إلى الناس وبكى وبكى الناس، ثم قال: اللهم إن كنتَ تعلم أن محمداً إنما خرج غضباً لدينك ونفياً لهذه النكتة السوداء وإيثاراً لحقك؛ فارحمه واغفر له، واجعل الآخرة له خيراً مرداً ومنقلباً من الدنيا، وتمثل:
  أبا المُنازِل يا عبر الفوارس من ... يفجع بمثلك في الدنيا فقد فُجعا(١)
  الله يعلم أني لو خشيتهمو ... أو أوجس القلب من خوفٍ لهم فزعا
  لم يقتلوه ولم أُسْلِم أخي لهمو ... حتى نموت جميعاً أو نعيش معا
  ثم جرض بريقه لعظم ما ورد عليه، وتردد الكلام في فيه، فلما نزل بايعه بالإمامة علماء البصرة وفقهاؤها وزهّادها، وبايعه المعتزلة مع الزيدية، ولم يتأخر عنه من فضلاء البصرة أحد؛ بل إن المعتزلة اختصت به مع الزيدية ولزموا مجلسه وتولوا أعماله. فاستولى على واسط والأهواز وكورها، وعلى أعمال فارس.
[كتاب أبي حنيفة إلى الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع)]
  وكان أبو حنيفة يدعو إليه سراً ويكاتبه، فكتب إليه: إذا أظفرك الله بآل عيسى بن موسى وأصحابه فلا تَسِرْ فيهم سيرة أبيك في أهل الجمل، فإنه لم يقتل المدبر، ولم يجهز على الجريح، ولم يغنم الأموال؛ لأن القوم لم يكن لهم فئة، ولكن
(١) قوله: أبا المنازل ... إلخ: المنازل على صيغة اسم الفاعل بضم الميم من تنازل الأقران في الحرب. وعبر مثله: العين القوي الذي يشق ما يمر به، يقال: ناقة عبر أسفار أي قوية. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.