كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الأقوال في سن أمير المؤمنين # عند إسلامه]

صفحة 382 - الجزء 4

  رواية أخرى: عن يمينه -.

  فقلت للعباس: من هذا؟ قال: هذا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ابن أخي؛ قلت: فمن هذه المرأة؟ قال: خديجة بنت خويلد؛ فقلت: من هذا الفتى؟ قال: علي بن أبي طالب ابن عمه؛ قلت: فما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي وهو يزعم أنه نبي، وأنه يفتح له كنوز كسرى وقيصر، ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه.

  فهذا كما ترى تصريح بدنوه من الحلم، والمراهق في أحكام كثيرة يلحق بالبالغ؛


=

[الأقوال في سن أمير المؤمنين # عند إسلامه]

وقال أبو جعفر الإسكافي: إن الروايات في إسلام علي والاختلاف فيه على خمسة أقوال:

الأول: (أنه أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة)، ورواه بإسناده إلى خباب بن الأرتّ، وقد سئل عن إسلام علي فقال: (أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة) قال: وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن: (إن أول من أسلم علي بن أبي طالب وهو ابن خمس عشرة سنة).

الثاني: (من قال أسلم وهو ابن أربع [في الأصل: أربعة] عشرة سنة)، قال: رواه أبو قتادة الحراني عن أبي حازم الأعرج عن حذيفه بن اليمان قال (كنا نعبد الحجارة، وعلي من ابناء أربع [في الأصل: أربعة] عشرة سنة قائم يصلي مع رسول الله ÷، وقريش تُسافهه ما يذب عنه الا علي). قال: وروى ابن أبي شيبة عن جرير بن عبد الحميد قال: (أسلم علي وهو ابن أربع [في الأصل: أربعة] عشرة سنة).

الثالث: (من قال: أسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة) [سنن البيهقي (٦/ ٢٠٦) رقم (١١٩٤٣)] رواه إسماعيل بن عبدالله الرقي وساق سنده إلى محمد بن علي: (إنّ عليا أسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة). وروى عبد الله بن زياد المدني عن الباقر قال: (أول من آمن بالله علي بن أبي طالب، وهو ابن إحدى عشرة سنة، وهاجر وهو ابن أربعة و عشرين سنة).

الرابع: (من قال: أسلم وهو ابن عشر) رواه نوح بن دراج عن أبي إسحاق قال: (أول ذكر آمن وصدّق بالنبوة علي بن أبي طالب، وهو ابن عشر سنين).

الخامس: (من قال: أسلم وهو ابن تسع سنين)، رواه الحسن بن عنبسة الوراق عن سليم مولى الشعبي عن الشعبي قال: (أول من أسلم من الرجال علي وهو ابن تسع سنين). تمت باختصار من شرح ابن أبي الحديد.

نعم، فلم أجد رواية إسلام علي #، وهو ابن سبع كما قال الفقيه، ولا رواية، وهو ابن خمس؛ فأقل ما روي أنه أسلم وهو ابن ثمان سنين، ومع أنه لم يَدَّعها الجاحظ الذي هو أصل الفقيه، وإنما ادَّعَى أنه روي خمس وروي تسع فقال: نأخذ بالوسط وهو سبع. وهو اجتهاد لا أصل له في مثل هذا. ومع هذا جعل الفقيه رواية سبع في أكثر الأقوال. نسال الله المنع من الضلال. تمت.