كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[اختلاق الفقيه لأحاديث فيمن أبغض أبي بكر وعمر وعثمان والرد عليه]

صفحة 347 - الجزء 2

  فلينظر في ذلك، فالمؤمن مؤتمن على دينه، ولا يلزمنا إلا الدلالة والتنبيه.

  وأما قوله في الخوارج: «إن الله تعالى أشقاهم» فإن كان يريد أن الله تعالى خلق فيهم الشقاوة حتى مالوا عن إمام الحق - فالجواب: أن هذا لو صح لكان عذرهم ظاهراً؛ لأن ما فعله تعالى فليس لأحد خروج عنه، ولا عليه لوم فيه، فلقد زعم عيبهم بما ليس عنده بعيب.

  وإن كان يرى أن الخوارج حاربوا علياً # وكفروه بجهلهم وقلة نظرهم في أنه الإمام الحق، وجرأتهم على المعصوم، وهم الفاعلون لما حصل منهم من جميع ذلك، والمختارون له ما قهرهم قاهر، ولا ألجأهم ملجئ بل شقوا بما صنعوا من ذلك، واستحقوا به العذاب الأليم - فهو حديث حق، ورجوع عن مذهب الجبرية القدرية إلى رأي أهل العدل.

[اختلاق الفقيه لأحاديث فيمن أبغض أبي بكر وعمر وعثمان والرد عليه]

  وأما قوله: «وقد ورد في أبي بكر وعمر وعثمان أحاديث ذكرناها في رسالتنا الأولى نحو هذا، وأن من أبغضهم فهو ملعون في الدنيا والآخرة، ومن آذاهم فقد آذى النبي ÷ ومن آذى النبي ÷ فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه⁣(⁣١)».


(١) قال ¦ في التعليق: الأولى بالوعيد من آذى علياً وصوب أعداءه، فقد قال ÷: «من آذى علياً فقد آذاني» [حديث (من آذى علياً فقد آذاني) أخرجه: أحمد بن حنبل في الفضائل (٢/ ٥٧٩) رقم (٩٨١)، وابن حبان في صحيحه (١٥/ ٣٦٥) رقم (٦٩٢٣)، وهو في بغية الباحث (٢/ ٩٠٤) رقم (٩٨٣)، والحاكم في المستدرك (٣/ ١٢١) ذكره عنه في هامش الكفاية (ص ٢٤٣) ونقله عن: الرياض النضرة (٢/ ١٦٧) والصواعق المحرقة (ص ٧٣) ونور الأبصار (ص ٧٢) انتهى. ورواه الكنجي في كفايته (ص ٢٤٣)]. أخرجه أحمد عن عمرو بن شاس الأسلمي، ورواه عنه ابن عبدالبَّر في (الإستيعاب)، ورواه أبو يعلى والبزار وأحمد والخوارزمي عن سعد بن أبي وقاص، وأخرجه الحاكم وقال: صحيح، ورواه الخوارزمي أيضاً عن عبدالله بن دينار الأسلمي. وابن المغازلي عن ابن عباس، وفيه: «يا أيها الناس من آذى علياً حشره الله يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً» [أخرج حديث: (من آذى علياً حشره الله يوم القيامة يهودياً أو =