كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الرد على دعوى الفقيه خروج أبي بكر وجده لقتال أهل الردة]

صفحة 374 - الجزء 4

  وهوازن، وطي، وقد كان قام بإزائه ضرار بن الأزور، وعوف، وسنان، وقضاعي، وأشجوه إلى أن شايعه عيينة، وقال لئن أتبع نبياً من الحليفين أحب من أن أتبع نبياً من قريش.

  وكان مسيلمة وهو ثمامة بن قيس بن حبيب قد ادَّعى النبوة، وكان بإزائه ثمامة بن أثال قد نال منه وضيق عليه، وأهل جواثا بإزاء أهل البحرين، وقد ضيق أهل البحرين على المسلمين، وفي حضرموت زياد بن أسد الأنصاري عزيز الجانب لمكان أصهاره وجواره.

  فهذه أصول أهل الردة لعظم دعواهم، وإلا فقد ارتدت عمان طلباً للملك ونزوعاً عن الإسلام، وأن يعود الملك الذي كان لآل الخليد، وكان القائم بأمر الردة لقيط بن مالك الأزدي، وارتدت مهرة على رئيسين منها اقتسمت عليهما أحياء مهرة، وأهل البحرين على رؤساء من ربيعة وغيرهم، وبنو تميم على رؤسائها إلا من استقام كالزبرقان وشبهه.

  وادَّعت سجاح النبوة، وقامت في الجزيرة مع من تبعها من تميم وربيعة.

  وقد كان من كلام الفقيه أن القوم كانوا يرضون من أبي بكر إذا تركهم والزكاة على أن يقوموا بباقي الفرائض، وكيف يقومون بها وكل من ادَّعى منهم النبوة قد شرع في تحليل قواعد الإسلام من أساسها، وتلا ما أوحي إليه؛ ولا شك أن بعض الوفود قد أتى يعرض إقامة الصلاة ومنع الزكاة.

[الرد على دعوى الفقيه خروج أبي بكر وجده لقتال أهل الردة]

  ثم قال [أي الفقيه]: إن أبا بكر خرج وحده حتى لحقه المسلمون، فأذكرنا⁣(⁣١) ما قالت العامة في أمثالها: إما سعى وإما برك، بينا هو يعترف هو وغيره أنه لم يكن بالمتسرع على عهد رسول الله ÷ إلى مباشرة القتال، ورسول الله ÷


(١) بداية جواب الإمام المنصور بالله #.