[بيان مذهب الفقيه وحيله]
[بيان مذهب الفقيه وحِيَلِه]
  وأما قوله [أي الفقيه]: «قال القدري [أي القرشي]: ثم ذكر [أي الفقيه في رسالته الأولى الدامغة] أنه ما كان ينبغي تضييع الوقت بكلام معه(١) والرد عليه - فيا ليتها(٢) تمت فيسلم هو من خروج معاتب الكلام التي كانت كامنة، ويسلم منه الأئمة الأطهار، والعلماء الأبرار، ولكن قد جعل الله هذه الدنيا دار بلوى، والآخرة دار عقبى، وجعل سبحانه بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً؛ فالحمد لله على السرّاء والضراء؛ لأنه العدل الذي لا يجور، ولا يجاوره ظلم، وهو
= المسلمين وأئمتهم الذين حملوا لنا الشريعة النبوية ... إلى أن قال: والذي أدركنا عليه المشائخ النهي عن النظر في كلامه، وعدم اعتبار قوله، ولم يكن يستجزي أن يظهر كتبه التاريخيه إلا لمن يغلب على ظنه أنه لا ينقل عنه ما يعاب عليه.
وأما قول العلائي: دينه وورعه وتحريه فيما يقول - فقد كنت اعتقد ذلك وأقول [عند هذه] الأشياء: إنه ربما اعتقدها ديناً، ومنها أمور أقطع بأنه يعرف بأنها كذب، وأقطع بأنه لا يختلقها، وأقطع بأنه يحب وضعها في كتابه لتنتشر، وأقطع بأنه يحب أن يعتقد سامعها صحتها؛ بغضاً للمحدَّث فيه وتنفيراً للناس! مع قلة معرفته بمدلولات الألفاظ، ومع اعتقاد أن هذا مما يوجب نصر العقيدة التي يعتقدها هو حقاً، ومع عدم ممارسته لعلوم الشريعة، غير أني [عندما] أكثرت بعد موته النظر في كلامه عند الاحتياج إلى النظر فيه؛ توقفت في تحريه فيما يقوله، ولا أزيد على هذا غير الإحالة على كلامه، فلينظر في كلامه إن شاء الله من شاء، ثم يبصر هل الرجل متحرٍ عند غضبه أو غير متحر، وأعني بغضبه وقت ترجمته لواحد من علماء المذاهب الثلاثة المشهورين من الحنفية والمالكية والشافعية؛ فإني أعتقد أن الرجل كان إذا مد القلم لترجمة واحدهم غضب غضباً مفرطاً؛ ثم قرطم الكلام ومزقه، وفعل من التعصب ما لا يخفى على ذي بصيرة، ثم هو مع ذلك غير خبير بمدلولات الألفاظ كما ينبغي، فربما ذكر لفظة من الذم ولو عقل معناها لما نطق بها. ثم ساق كلاماً يتعلق بما ذكره الذهبي في الرازي، ثم قال ما لفظه: ثم حلف في آخر الكتاب أنه لم يعتمد فيه هوى نفس؛ فأي هوى نفس أعظم من هذا؟! فإما أن يكون وَرَّى [التورية أن تأتي بكلام وتريد به معنى غير المعنى الظاهر منه] في يمينه أو استثنى غير الرواة، فيقال: فلم ذكرت غيرهم؟ وإما أن يكون اعتقد أن يكون هذا ليس هوى نفس، وإذا وصل إلى هذا الحد والعياذ بالله فهو مطبوع على قلبه. انتهى عن السيد عماد الدين يحيى بن الحسين بن المؤيد بالله محمد بن القاسم بن محمد $. تمت والحمدلله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
(١) أي مع الإمام #.
(٢) بداية جواب الشيخ محيي الدين ¥.