[النص على إمامة أمير المؤمنين (ع) لا خلاف فيه وإنما الخلاف في وجه دلالته]
  فأما سائر الأصول الدينية، فرأي آبائنا $ فيها واحد، وكذلك الخروج على أئمة الجور، والدعاء إلى الله سبحانه، ولكن زيد بن علي @ اعتقد، وقال، وفعل، ومن كان في أيامه لم يفعلوا، فكان أولى بذلك في وقته #، ففتح باب الجهاد؛ فمن حذا حذوه فله فضل التقدم، وهو زيدي عندنا أهل البيت، وعند شيعتنا ¤.
  وبه قال: حدثني أبو عبدالله جعفر بن محمد بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب $ قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن عمر بن الخطاب الزيات الكوفي، قال: حدثنا عبدالرحمن بن دكين، قال: حدثنا الحسين بن زيد بن علي $ قال: حدثني سالم مولانا قال: كنت مع زيد بن علي بواسط، ومعه أناس من قريش، فتذاكروا أمر أبي بكر وعمر، فكأن القرشيين قدموا أبا بكر وعمر، فلما قاموا قال لي زيد بن علي #: قد سمعتُ مقالتهم فكرهت أن أجاريهم، ولكن قد قلت كلمات، فاذهب بها إليهم:
  فَمَنْ فَضَّلَ الأقوامَ يوماً بِرَأْيِهِ ... فإنَّ علياً فَضَّلَتْهُ المنَاقِبُ
  وقَولُ رَسُولِ اللهِ والحقُّ قولُه ... وإنْ رَغِمَتْ عَنه الأُنُوفُ الكَواذِبُ
  فإنَّكَ مِنِّي يَا عَلِيُّ مَقَالَةً ... كَهَارونَ من موسى أخٌ لي وصَاحِبُ
  دَعَاه بِبَدْرٍ فاسْتَجَابَ لأمْرِهِ ... فَبَارزَ في ذاتِ الإلهِ يُضَارِبُ
  فَمَا زالَ يَعْلُوهُم به وكَأَنَّهُ ... شِهَابٌ تَلَقَّاهُ القَوَابِسُ ثَاقِبُ
[النص على إمامة أمير المؤمنين (ع) لا خلاف فيه وإنما الخلاف في وجه دلالته]
  ثم قال: «قال القدري: وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: فليت شعري، أهم أعلم بهذا النص أم الصحابة ¤؟ فكيف خفي عليهم مع سماعهم له، وظهر لهذه الفرقة القدرية؟