[الإمام المهدي لدين الله محمد بن الإمام الداعي الحسن بن القاسم (ع)]
  خدامهم في الديلم وطبرستان ولخاصة الداعي الحسن بن القاسم # فكان يناظر الإمامية ويقول: أين إمامكم ومتى يخرج؟ فيقولون: أيها الأمير وأين إمامك أنت؟ فمتى رأى محمد بن الحسن بن القاسم # قال: هذا إمامي؛ يقول ذلك ظاهراً وهو في دسته على رسمه، والمطيع في دار خلافته العباسية لا ينفذ له أمر ولا يجري له رسم، بل هو في حكم المستضعفين قد رضي بالاسم دون ما عداه، وهكذا حالهم في آخر أيامهم.
[الإمام المهدي لدين الله محمد بن الإمام الداعي الحسن بن القاسم (ع)]
  وفي أيام المطيع اتفق قيام الإمام المهدي لدين الله أبي عبدالله محمد بن الإمام الداعي إلى الله الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ أمه: جرجر بنت فيروز الديلمي.
  وكان فاضلاً عالماً ورعاً سخياً شجاعاً عابداً، نشأ من صغره على الزهد والورع والعبادة والعلم، ودرس على أبي العباس الحسني وعلى غيره من العلماء، وهو الذي قيل فيه: لو مادت الدنيا بشيء لعظمه لمادت بعلم أبي عبدالله بن الداعي.
  وتحقق في علم الفريقين بما لم يذكره علماء شيوخهم المحصلين، وكان يسومهم امتحانه بأن يسألوه عن غوامض علوم أبي حنيفة وأصحابه، ويسألوه عنها فيجيبهم بقول أبي حنيفة وقول أصحابه على مذهبهم بحيث لا يغادر بكلمة واحدة، ولا معنى واحداً.
  فخرج إلى فارس فأكرمه عمادالدولة علي بن بويه وعرف له مكانه من الأبوة والفضل في نفسه، فإن عماد الدوله علي بن بويه كان أحد قواد أبيه الداعي #.
  ثم انتقل إلى بغداد في أيام معز الدولة أبي الحسن أحمد بن بويه فزاد في إعظامه وإكباره والرفع من محله، وكان هو وأخوه ركن الدولة من خواص الداعي وجلة قواده، وعرض عليه الأقطاع الواسع السني، فكان يكره ذلك، ولما علم رغبة أربابه ساعد، وكان يدفع لأهل الأصائل ثمن الغلال أو يستأجرها منهم بأجرة معلومة.