[بعض مثالب يزيد]
= أحمد في أماليه بسنده إلى محمد بن زيد النحوي، وروى بسنده إلى أبي العالية عن بعض أهل العلم قال: قال يزيد الناقص: لما ولي الأمر نشدت الله رجلاً سمع من الوليد شيئاً إلا خبر به فقام ثور بن يزيد فقال: أشهد لسمعته يقول:
اسقياني وابن حرب ... واسترانا بإزار
واتركا من يطلب الـ ... ـجنة يسعى في خسار
سأسوس الناس حتى ... يركبوا دين الحمار
وروى بسنده إلى محمد بن بكر بن مكحول قال: نشر الوليد المصحف فجعل يرميه بالسهام، ويقول:
يذكرني الحساب ولست أدري ... أحقاً ما يقول من الحساب
فقل لله يمنعني طعامي ... وقل لله يمنعني شرابي
وروى بسنده إلى أحمد بن كامل قال: كان الوليد بن يزيد زنديقاً وأنه افتتح المصحف يوماً فرأى فيه: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ١٥}[إبراهيم]، فاتخذه عرضاً، وجعل يرميه بالنبل ويقول:
أتوعد كل جبارٍ عنيدٍ ... فها أناذاك جبارٌ عنيدُ
فإن لاقيت ربك يوم حشرٍ ... فقل: يارب مزقني الوليد
انتهى من أماليه |.
وروى المسعودي في مروج الذهب عن محمد بن يزيد المبرد أن الوليد ألحد في شعره، ومن ذلك قوله لعنه الله:
تلعَّب بالبرية هاشميٌّ ... .... إلى قوله: يمنعني شرابي
[بعض مثالب يزيد]
وروى البلاذري في تاريخه أن عبدالله بن عمر كتب إلى يزيد لعنه الله بعد قتله للحسين بن علي: أما بعد فقد عظمت الرزية، وجلت المصيبة، وحدث في الإسلام حدث عظيم، ولايوم كيوم الحسين ... إلخ، فأجابه يزيد لعنه الله: أما بعد يا أحمق فإنا جئنا إلى قصور مشيدة، ممهدة، ممدودة، ووسائد منضودة، فقاتلنا عنها فإن يكن الحق لنا فعن حقنا قاتلنا، وإن يكن الحق لغيرنا فأبوك من سن وابتز، واستأثر بالحق على أهله. انتهى المراد من إفادة محمد بن عبدالله الوزير رحمة الله عليه.
[موقف ابن عمر من خلع يزيد]
وقال #: واسمع حديثاً رواه مسلم، وغيره: لما تغيظ أهل المدينة ومكة، واشتد عليهم قتل الحسين بن علي خلعوا يزيد لعنه الله وأقاموا عبدالله بن مطيع، ثم دخل عليه ابن عمر فقال ابن مطيع: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال ابن عمر: إني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك سمعت رسول الله ÷ يقول: «من نزع يداً من طاعة لقي الله، ولاحجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية».
=