[دعوى الفقيه أنه أوقفه العلم وغيره أوقفه الجهل]
  عند جميع المسلمين، فما ظنك بلحم رسول الله ÷ ودمه، وذريته ولحمته، فماذا ركبت؟ وماذا فعلت؟ ولا عمدة لك إلا أنا خالفنا آباءنا $ ولا دليل لك على ذلك إلا خلافنا لك ولأمثالك، فهلا عكست القضية، وترجعت إلى الطريقة المرضية، نستمد من الله المعونة.
[دعوى الفقيه أنه أوقفه العلم وغيره أوقفه الجهل]
  ثم قال [أي: الفقيه]: وأما قوله [أي: القرشي]: يقال لك كيف رضيت لنفسك في هذا الباب بأن حكمت بخطأ معاوية، ولم تقطع بفسقه ولا كفره، ثم لم ترض مثل هذه الطريقة من خصمك حيث حكم بتخطيت من تقدم على أمير المؤمنين # ومعصيته لله تعالى، ولم يقطع بكفره ولا فسقه، بل حكمت بأن القائل بخطئهم وظلمهم، يجب أن يكون قائلاً بفسقهم، واستحقاقهم للسب والبراءة.
  فأقول [أي: الفقيه]: إني وقفت حيث أوقفني العلم، وصاحبك وقف حيث أوقفه الجهل، وذلك أني قلت بخطأ معاوية لما صح أن علياً # هو الإمام الحق بعد عثمان، وأن الحق له دون غيره، ولما نص النبي ÷ من تخطية من قاتله، فوقفت حيث أوقفني العلم، وصاحبك لم يخط أبا بكر وعمر بعلم بل بجهل وعناد، وعدول عن طريق الرشاد.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنه ادعى أنه وقف بعلم حيث أوقفه الدليل، ويقال له: أي دليل دلك على الوقوف في أمر معاوية اللعين، حيث لم تقطع على فسقه، على أنك احتججت على صحة توقفك في أمر معاوية بما هو حجة عليك، من حيث قلت: لما صح أن علياً # هو الإمام الحق بعد عثمان، وأن الحق له دون غيره، ولما نص النبي ÷ من تخطئة من قاتله، وهذا بعينه هو الذي يلزمك ترك التوقف فيه، وإجراء السب له؛ لأن علياً # هو الإمام الحق، ولنص رسول الله ÷ على تخطئة من قاتله بلفظ القَسْط والمروق والنكث، وكلها فسق بالاتفاق، فكيف جعلت ما هو دليل عليك دليلاً لك؟