[ديباجة الكتاب]
[ديباجة الكتاب]
  الحمد لله الذي قَصُر عن تأدية ما يجب له من الحق حمد الحامدين(١)، ولا إله إلا الله إرغاماً لأنوف الجاحدين، الأول فلا نهاية لأوليته، والآخر فلا غاية لآخريته، المتنزه عن ظلم بريته، المتعالي عن صدور القبائح والفضائح عن إرادته ومشيئته، أوضح نهج السبيل، وكشف عن وجه الدليل، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيّ عن بيّنة، وإن الله لسميع عليم، لا يريد ما يكره ولا يكره ما يريد، وما ربك بظلام للعبيد، تنزّه عن مقالة الجبرية القدرية، وتقدّس عن انتحالات الفرق الغوية.
  نحمده كما حمد نفسه، وكما ربنا أهله، لم يُعْصَ مغلوباً فيلحَقَ الوهن سلطانه، ولم يُطَع غالباً فيسلب المحسن إحسانه، أمر تخييراً، ونهى تحذيراً، وكلف يسيراً، وأعد للمطيع خيراً كثيراً، وللعاصي عذاباً كبيراً، لم يأمر المكلفين بفعل ما فعل ولا نهاهم عن تركه، بل انتحل ذلك القدري بمينه وإفكه، فكيف يُذمُّ على فعلٍ
= وبلفظ (قوله) آتياً بالحاشية بعد ذلك راداً لكل مبحث بها إلى ما يليق به حسب الإمكان ذاكراً في بعضها إذا لم يكن له أصل يرجع إليه في ذلك الموضع، أو قد طال الكلام ما بينه وبين أصله حتى دخل في فصل آخر لفظ: (بحث) ... إلخ حتى أقول: قال ¥ أو نحوه من الدعاء، وما بعد هذا اللفظ فهو من حاشيته # مما وجدته بخط يده السعيدة من غير زيادة ولا نقص مخل؛ رجاءَ الانتفاع بها لكل طالب إذا أفردت أمكن الإستقلال بها، والنقل عليها.
فالله الله، أوصي من اطلع عليها بنقلها والانتفاع بها فإنها الحجة على العدو، والبيان الواضح إذا سألك من أخرج الحديث؟ وكم طرقه؟ أجبته بأقرب مقال نفع الله بها آمين.
القاضي يحيى جبران جعفر
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد:]
فهذا أوان الشروع [في التعليق] مع أني لم أتعرض [هذا من كلام القاضي يحيى جبران المرتب لهذا التعليق] في بعض المواضع لتفسير لفظةٍ أو نحوها.
(١) جهد الجاهدين. (نسخة).