[بيان أن لعلي (ع) ما لهارون (ع) وتفسير: «إلا أنه لا نبي بعدي»]
  وأما الشافعي ¦ فكلامه فيما هذا حاله يحتمل الأمرين جميعاً، فانظر إلى ضلالة نفسك التي أوردتها حومة مقال العلماء بالوهم، فأظهرت ما كشفك عند أهل المعرفة، لأن الذي فيه الخلاف ليس من خبر المنزلة في شيء، ولا ذكره أحد من أهل العلم قبل الفقيه، لأنا قد بينا له قولهم، فإن تمكن من حكاية صحيحة غير ما ذكرنا فلا غنى عن إيرادها، ولن يجد ذلك، إلا أن يسنده إلى نفسه فذلك لا يعتمد عليه، لأنه يبني على غير أساس معرفة.
  مَنْ تَزَيَّا بِغَيْرِ مَا هُوَ فِيْهِ ... فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ
  وَجَرى في العُلُومِ جَرْيَ سُكَيْتٍ(١) ... خَلَّفَتْهُ الجِيَادُ يَوْمَ الرِّهَانِ(٢)
[بيان أن لعلي (ع) ما لهارون (ع) وتفسير: «إلا أنه لا نبي بعدي»]
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «فنقول أيضاً: لا يخلو أن يكون إنما استحق أن خَلَف موسى من حيث كان نبياً، أو بجهة أخرى ورضي الولاية من قبله، فإن كان من جهة النبوة فهذه منزلة لم تكن لعلي #، وإن كان من جهة الاستخلاف فقد يجوز أن يتركه ويولي غيره».
  فالجواب: أنا قد بينا أن وجه التشبيه بين الأمرين لوجه جامع، وهو أن يثبت لعلي # من النبي ÷ من الخلافة مثل ما ثبت لهارون من موسى @، من دون اعتبار أسباب ثبوتها لكل واحد فيهما وسبب استحقاقها.
  كما ذكرنا إذا قال قائل: فلان شريكي في هذه الدار كما أن عمراً شريك زيد في
= العدل والتوحيد الشيخ أبوالحسن عبيدالله بن بدر الكرخي وكان في العلم والزهد بمنزلة عظيمة، وكان لا يدخل بيتاً فيه مصحف إلا على طهارة تعظيماً له، وقال: وتوفي الكرخي سنة أربعين وثلاثمائة وحضر جنازته الأشراف وكثير من ذرية رسول الله ÷ فيهم الإمام أبو عبدالله الداعي. انظر الطبقات (خ)، والشافي (١/ ١٥٠)، الجداول (خ).
(١) السُّكَيْت: آخر ما يجيء من الخيل في الحلبة. تمت معجم.
(٢) الرهان: السباق.