كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر البكرية]

صفحة 366 - الجزء 1

[ذكر البكرية]

  ومنهم البكرية: ينسبون إلى أبي بكر، قيل لادعائهم النص على أبي بكر، يقولون بالجبر، واختصوا بالقول بأن الطفل لا يألم، وأن لا توبة للقاتل، وأن النبي ÷ نص على أبي بكر في الإمامة، ومنهم عبدالله بن عيسى البكري.

[ذكر الكرامية]

  ومنهم الكرامية: ينسبون إلى أبي عبدالله محمد بن كرام، جمعوا بين الجبر والتشبيه، ولم يكن لهم سلف، وأحدث أقوالاً، وكان أبو عبدالله قدم نيسابور أيام الطاهرية فحُبس بإشارة العلماء، وبقي محبوساً بضع عشرة سنة، واختلف في سبب حبسه، فأصحابه يقولون: إن المنجمين حكموا بأن زوال دولة الطاهرية على يد رجل من سجستان، فلما قدم أبو عبدالله واستوطن نيسابور وظهر له سوق ظن أنه هو فحبسه.

  وأما غيرهم - وهو الصحيح -: فيزعمون أنه أظهر القول بأن الإيمان قول، وأنه تعالى جسم على العرش، وغير ذلك من أقاويله الفاسدة، وأجمع أهل العلم على عدم القول بها، وقالوا: إنه مبتدع، فحبسه عبدالله، فلما مات عبدالله خرج من الحبس وذهب إلى بيت المقدس وتوفي ثمة، ولم يكن يرجع إلى علم، وإنما أظهر النسك، وله كتب من نظر فيها علم قلة تحصيله، وقيل: إنه تلميذ لعثمان بن عفان الشجري ثم خالفه ورد عليه.

  وقد أخذوا من كل كفر بنصيب، قالوا: إن الله تعالى فوق العرش، وإنه أعظم بذاته من كل شيء، وإنه لا يتناهى من خمس جهات، ويتناهى من جهة السفل، وإنه نور مضيء، وهذا بعينه مذهب الثنوية والمجوس.

  واعتقدوا أنه محل الحوادث، ولا يحدث في العالم شيء إلا ويحدث في ذاته شيء، فيسمون ذلك حادثاً وهذا محدثاً، وذكروا أنه تعالى لم يزل خالقاً ورازقاً ومنعماً، وذكروا أن أسماءه لا يجوز أن تكون متجددة، فجوزوا تجدد المعنى في ذاته ولم يجوزوا تجدد الاسم.