[دعوى الفقيه عدم العصمة لأمير المؤمنين (ع) والرد عليها]
  اليتيم الذي يملك التصرف عليهما.
  والثاني: أن نحمله على جميع المعاني، ومن جملتها ما ذكرنا ولا تنافي بينها.
[دعوى الفقيه عدم العصمة لأمير المؤمنين (ع) والرد عليها]
  ثم قال: «وقوله [أي محيي الدين]: وأما حمله الآية على فضله # ومساواة ظاهره وباطنه ففيه إقرار بعصمته - فليس(١) الأمر كما زعم، وقد ذكرنا في رسالتنا الدامغة من قول علي # واعترافه بالخطأ، وأنه ليس بمعصوم مما لا يدفع، وقصته مع عبيدة السلماني(٢) مشهورة، وقصته في تحكيم الحكمين معلومة، وقوله يوم الجمل:
  إليكَ أشْكُو عُجَري وبُجَري(٣) ... ومَعْشَراً أعْشَوا عليَّ بَصَرِي
  قَتَلْتُ مِنْهُمْ مُضَراً بِمُضَرِي ... شَفَيْتُ نَفْسِي وقَتَلْتُ مَعْشَرِي
  إلى غير ذلك مما روي عنه #؛ فإذا كان يعترف # أنه ليس بمعصوم، فكيف يسع غيره أن يدعي له العصمة؟».
  فالجواب: أنا قد بينا الكلام في هذا بعينه، وبينا أنه # لم يورد ما ينافي العصمة؛ لأن ما ينافي فنون العصمة هو مواقعة الكبائر، بما يوجب التكفير والتفسيق، وما كان دون ذلك فهو من الصغائر، متى عُلِمَ أنه لا يوجب واحداً من الأمرين، ولم يرد عنه # ما يوجب شيئاً من ذلك.
  فإن أراد ما حكاه هاهنا من الفزع إلى الله في مهماته كلها، وشكوى المعشر
(١) بداية كلام فقيه الخارقة.
(٢) أورد القصة الإمام المنصور بالله # في صفوة الاختيار ص (٣٠٣) فقال: وعن علي #: (اجتمع رأيي ورأي عمر في حديث أم الولد) حتى قال له عبيدة السلماني: رأيك في الجماعة أحب إلينا من رأيك وحدك. وعبيدة السلْماني هو: عبيدة بن عمرو السلماني المرادي الكوفي أسلم في عام فتح مكة بأرض اليمن ولا صحبة له. تمت بتصرف من سير أعلام النبلاء
(٣) سبق التفسير في بحث (إثبات عصمة أمير المؤمنين #).