[بيان سبب قيام الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)]
  والمحسّني الظن بقاتل سبط النبي ÷، فما قدمنا فهو صفة إمام عصبة الضلال، وهو القاعد في وقتنا على سرير الملك ببغداد.
[بيان سبب قيام الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)]
  ولما رأينا الأحكام قد تبدلت، والشرائع قد عطلت، والحدود قد أهملت، والسنن قد حولت، والفرائض قد أغفلت؛ دعونا دعوة جامعة غير مفرقة، عادلة غير جائرة، إلى إحياء السنة، وإماتة البدعة، ونشر الإسلام بعد موته، ورده بعد فوته(١).
(١) قال ¦ في التعليق: مولد الإمام # سنة ٥٦١، ودعوته سنة ٥٩٣، ووفاته سنة ٦١٤، تمت نقلاً من حامية [الحامية: ورقات توضع في بداية الكتاب ونهايته لتحميه من التمزق وضياع شيء منه من أطرافه] (نخ) في ترجمته عن تاريخ الخزرجي، والله أعلم.
وكان قيام مولانا الإمام أمير المؤمنين الأواه المنصور بالله # بعد أن أحرز خصال الكمال، ونال منها كل منال، وكان معروفاً بالنشأة الطاهرة، والعلومات الباهرة، والورع المعروف، والكرم الموصوف، واجتمع لاختباره علماء عصره، وسادات وقته، فناظروه في جميع الفنون حتى أن عالماً واحداً منهم سأله وحده عن خمسة آلاف مسئلة في الأصول، والفروع، وعلوم القرآن، والأخبار، فأجابه عنها بأحسن جواب، فلما عرفوا من علمه مايعجز عنه أرباب البيان سمعوا له وأطاعوا، وبايعوا واتبعوا، وكانت البيعة له يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول / سنة ٥٩٤، وله التصانيف الكثيرة، والفتاوى الحسنة بل هو وحيد دهره، وعالم عصره عرف ذلك له البعيد والقريب، وشهد به البغيض والحبيب، وله # فضائل، وبركات.
فمنها: أنه # أيام فتح صنعاء كتب كتاباً لصبي قد ابيضت عينه، وذهب نظره، فما هو إلا أن تعلق الكتاب فأبصر في الحال، وعاد إلى حرفته في الخياطة.
ومنها: أنه كتب كتباً إلى شهاب الدين إلى عضدان، فلما وصلت إليه أمر بضرب الريح حتى اجتمع إليه أهل الحصن، وأمر بتنقية مساقي الماجل، وقال: استسقى بهذه الكتب، فتعقب ذلك المطر من وقته، وامتلأ بعض المناهل من ذلك المطر، وكان ذلك من دواعي شهاب الدين إلى طاعته.
ومنها: فتح باب غمدان بشصة من نشابة من غير تعب، ووافق وصول الإمام إلى الباب، وكان الباب لاينفتح بمفاتيحه إلا بعد علاج شديد.
ومنها: انفضاض الغز وقَدْ أحاطوا بالإمام # في المسجد الجامع بصنعاء، قال الراوي: سألته # هل دعا عليهم في ذلك الوقت، فقال: دعوتان عجل الله الإجابه فيهما أحدهما في ميتك، وهي اللهم =