كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر الإمام أبي الحسين مهدي بن أبي الفضل جعفر الحسيني (ع)]

صفحة 775 - الجزء 1

  يدي أبي العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر، وقطع شيئاً من إحدى أذنيه.

  فأيهما الخليفة يا فقيه الخارقة قاطع الأذنين أو مقطوعهما؟

  ولقب أحمد بن إسحاق بالقادر بالله، وأمه: أم ولد تسمى بمنى، وبويع له لسبع بقين من شعبان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وجددت البيعة في شهر رمضان من هذه السنة، وعلى الجملة كان الأمر لبهاء الدولة وهو في دائرة الاستضعاف كما كان من سبقه ممن ذكرنا وهو في حكم المعزول لولا الخطبة والدعاء.

  ولم يزل الأمر كذلك إلى أن مات بهاء الدولة فتولى الأمر وقام بالملك بعد أبيه سلطان الدولة أبو شجاع، ثم توفي وولي الأمر أخوه أبو علي مشرف الدولة، ثم توفي وصار الأمر مشتركاً فولي بغداد خاصة أبو طاهر جلال الدولة بن بهاء الدولة، وباقي الأعمال كاساجار بن سلطان الدولة.

  ومما اختص به من الفضائل مضافة إلى ما ارتكبه من آثار من سبقه في الرذائل أنه استوزر سعيد بن الحسن النصراني بوبك، وكناه أبا العلا.

[ذكر الإمام أبي الحسين مهدي بن أبي الفضل جعفر الحسيني (ع)]

  فأين هو من الإمام الفاضل: أبي الحسين مهدي بن أبي الفضل جعفر الملقب بالثائر في الله، ابن محمد بن الحسين $، وكان فاضلاً كاملاً أشجع أهل عصره وأشدهم بأساً وبطشاً؟!

  دعا إلى الله تعالى وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وبايعه الأفاضل وأقام رسوم العدل، وطمس رسوم الجور، وجاهد الظالمين وعبدالله حتى أتاه اليقين كان شاباً مقتبلاً فمات بعلة الجدري؛ فأصيب المسلمون بمصابه بعد أن كانت الأعناق قد تطاولت إليه، وشخصت إليه العيون، وأمله الصالحون.

  فلما توفي عهد إلى نظيره في الفضل وشقيقه في النسب أخيه أبي القاسم الحسين بن جعفر، فقام مقامه وتلقب بلقب أبيه الثائر في الله فاستمرت له الأوامر في أكثر تلك الجهات من الجيل والديلم وطبرستان آمراً بالمعروف وناهياً