كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام عبدالله بن موسى (ع)]

صفحة 688 - الجزء 1

  راجلاً، وكان معروف الفضل مشهور العلم، وقد روى الحديث وعُمّر فكُتب عنه الحديث، وروى عن الحسين بن علوان رواية كثيرة، وقد روى عنه محمد بن منصور المرادي ونظراؤه.

[الإمام عبدالله بن موسى (ع)]

  وممن مات في أيام المتوكل متوارياً من أئمة آل محمد ÷: عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ وهو نسيج وحده، ووحيد عصره، وغرة أهل زمانه، وله من العلم والفضل والنسك والورع والكمال ما يعرفه الفضلاء.

  وقد كان المأمون طلبه بعد موت علي بن موسى الرضا وتلطف في أمره برسالة ألفها إليه، وذكر فيها محبته لأهل هذا البيت، واعتدّ بعفوه عمن عفا عنه منهم، وذكر أنه يريد أن يقيمه مقام علي بن موسى الرضا ويعقد له البيعة على العباسيين وغيرهم.

  فأجابه عبدالله # برسالة طويلة، إلا أنا نذكر في هذا الكتاب منها ما تمس الحاجة إليه، قال فيها: فبأي شيء تعتذر مما فعلته بأبي الحسن ~ وإطعامك إياه السم حتى قتلته به، والله ما يقعدني عن ذلك خوف من الموت ولا كراهة له ولكني لا أجد لي فسحة في تسليطك على نفسي ولولا ذلك لأتيتك حتى تريحني من هذه الدنيا الكدرة.

  ويقول فيها: فهبني لا ثأر لي عندك وعند آبائك المستحلين دماءنا، الآخذين حقنا، الذين جاهروا في أمرنا فحذرناهم، وكنت ألطف حيلة منهم بما استعملته من الرضا بنا، والتستر بمحبتنا، تختل واحداً فواحداً منا، ولكني امرؤٌ قد حُبِّبتْ إلي الجهاد كما حببت إلى كل امرئٍ بغيته، فشحذت سيفي، وركبت سناني على رمحي، واستفرهت⁣(⁣١) فرسي، فلم أدر أي عدو أشد ضرراً على الإسلام، فعلمت


(١) أي استكرمت، أي: طلبت فرساً كريمة.