[بيان معنى الظلم المضاف إلى النفس وغيره]
  فمن كان أولى به منها ومنا، ومات أبونا علي # مظلوماً قتيلاً، فما عسى أن يكون سبك، ولكنا نقول لك كما قلنا لبعض من آذانا بدون أذيتك:
  لو بالَ كلبٌ بينَ بحرينِ لما ... أَثَّرَ في هذا ولا في ذا أذى
  وأنا(١) ابنُ فاطمةٍ وشبرٍ نجلِها ... حقاً ونسلُ المجتبى والمصْطَفَى
  فهذه أربعة(٢) بحار من المكارم لا يكدرها العائم؛ فلقد رمت مراماً صعباً، وعددت سباب الذرية غنماً ونهباً.
[بيان معنى الظلم المضاف إلى النفس وغيره]
  ثم قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: وقد ذكرت الأنبياء $ أنفسهم بظلمها لما وقع من التقصير فافرق(٣) بين من نسبه الله إلى الظلم، وبين من نسب نفسه إلى الظلم وبين من ظلم غيره، وبين من ظلم نفسه؛ فافهم هذا إن كنت ممن يفهم».
  فالجواب: أنه قال: «فافرق بين من نسبه الله إلى الظلم وبين من نسب نفسه إلى الظلم» ولعل الفقيه أراد بين من نسب الله الظلم إليه، وبين من نسب الظلم إلى نفسه، فغلط الكاتب أو سها المملي؛ لأن الفاعل هاهنا لا ينسب إلى الفعل.
  على أنا لو سامحنا بهذا الغلط، فقد وقعت النسبة إلى النفس في الآية بقوله: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ}[فاطر: ٣٢]، وإلى الأنبياء بقوله: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا}[الأعراف: ٢٣]، {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي}[القصص: ١٦].
  فإن أراد الفقيه أن ذكر الظلم مطلقاً يكون أعظم من ظلم النفس فهو جهالة فاحشة، مع أنه قد ذكره عن الأنبياء $ فيلزم على هذا أن تكون معاصيهم عظائم.
  وإن أراد أن ظلم النفس أهون، وأن مطلق الظلم أعظم خرج الأئمة من
(١) وهو في الأصل لا يستقيم شعراً فكان التصويب بهذا والله أعلم.
(٢) إشارة إلى بنوته للرسول ÷ وعلي وفاطمة والحسن $ المذكور في البيت.
(٣) بداية كلام فقيه الخارقة.