كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام على حديث: «لا يبغضنا إلا أحد ثلاثة ...» إلخ]

صفحة 608 - الجزء 3

  لنا أن يشتد علينا الأمر برد خبر رسول الله ÷ يرويه الثقات، ثم يلزم عليه الفقيه ما يشبهه هو وأهل طريقته من المقال الذي لا يحسن ذكره في أبناء جنسه، فكيف بسيد البشر الشفيع المشفع يوم المحشر، ويكفيه أنه خصمه ÷، ومن خاصمه خصمه، ولا تنفعه شهادة خصماء الرحمن من المجبرة القدرية، بل يزيده معهم خزياً ونكالاً، وعذاباً ووبالاً.

  ثم قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: حق لنا عند هذا الإكثار من سب أهل بيت النبي ÷ آناء الليل والنهار أنه ممن انتظمه ... إلخ؛ فلم⁣(⁣١) يصدق فيما قال، بل أتى بزور ومحال».

  فالجواب: أن ما ذكره في جواب تفسير قول الله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ٢٤}⁣[الصافات]، وإلحاق مفسرها بالباطنية، وغير ذلك من فظيع السب والأذية، والمتولي لما عتبه الفقيه من التفسير هو الذي نزل عليه الكتاب المبين، نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين –~ وعلى آله الطيبين -.

[الكلام على حديث: «لا يبغضنا إلا أحد ثلاثة ..» إلخ]

  ثم قال [أي فقيه الخارقة]: «وأما روايته للحديث: «لا يبغضنا إلا أحد ثلاثة» فليس يبغض النبي ÷ وأهل بيته الطاهرين، الموافقين له في الاعتقاد، والتابعين له في الصلاح والرشاد، دون من ابتدع وقصد إضلال العباد، وكذا لا يبغض أبا بكر وعمر وعثمان إلا من كانت هذه الحال حالته، وهذه الصفة صفته، وكذا البيتان اللذان رواهما عن الخليل⁣(⁣٢)، ذكر الخليل وهو الصاحب بن عباد داخل في هذا المعنى».


(١) بداية كلام فقيه الخارقة.

(٢) في النسخ بالخاء المعجمة وهو غلط من الفقيه كما سيأتي لأنه بالجيم أي الجليل، وهو الجاري على الألسنة يقولون لابن عباد: الصاحب الجليل. تمت من خطّ الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.