كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر عدد القتلى من جنود العباسية في أيام الإمامين محمد بن إبراهيم ومحمد بن محمد بن زيد (ع)]

صفحة 642 - الجزء 1

  خندقكم وعلوا قبائلكم ينتهبون أموالكم ويجتاحون حريمكم، هيهات لا عذر إلا العجز والمهانة، والرضا بالصغار والذلة، إنما أنتم كفي الظل تهزمكم الطبول بأصواتها، وتملأ قلوبكم الخرق بسوادها، أما والله لأستبدلن بكم قوماً يعرفون الله حق معرفته، ويحفظون محمداً في عترته، ثم قال:

  ومارست أقطار البلاد فلم أجد ... لكم شبهاً فيما وطئت من الأرض

  خلافاً وجهلاً وانتشار عزيمة ... ووهناً وعجزاً في الشدائد والخفض

  لقد سبقت فيكم إلى الحشر دعوة ... فلا عنكمو راضٍ ولا فيكم مرضي

  سأبعد داري عن قلا من دياركم ... فذوقوا إذا وليت عاقبة البغض

  فقامت إليه طائفة من وجوه أهل الكوفة ورؤساء القبائل، وقالوا: ما أنصفتنا في قولك، ما أقدمت فأحجمنا، ولا كررت ففررنا، ولا وفيت فغدرنا، ولقد ثبتنا تحت راية أهل بيت نبينا تحت لوائك حتى أفنتنا الوقائع، واجتاحتنا وما بعد فعلنا غاية إلا الموت؛ فامدد يدك نبايعك على الموت فوالله لا نرجع أو يفتح الله علينا أو يقضي قضاءه فينا.

  فأعرض عنهم، ونادى في الناس بالخروج لحفر الخندق فخرجوا فحفروا وأبو السرايا يحفر معهم عامة النهار، وراح الناس، فلما كان الليل عبأ أبو السرايا أثقاله ونهض في الطالبيين والأولياء والأعوان ولزم أهل الكوفة بلدهم ومنازلهم على خوف شديد، وكان ذلك ليلة الأحد لثلاث عشرة ليلة من المحرم.

  فدخلها المنصور بن المهدي وأمن الناس عموماً وخطبهم وتألفهم، ووقف حتى سكن البلد، وكان هرثمة بجيشه خارج البلد مخافة مكيدة إن كانت.

[ذكر عدد القتلى من جنود العباسية في أيام الإمامين محمد بن إبراهيم ومحمد بن محمد بن زيد (ع)]

  وأحصيت القتلى من الجنود العباسية في أيام محمد بن إبراهيم ومحمد بن محمد بن زيد $ مائتي ألف قتيل.