كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[نقل الفقيه لكلام القرشي وذكر ما عابه على رسالته الأولى وجواب الفقيه عليه]

صفحة 306 - الجزء 4

  أولى من تماديك في الباطل، ودع الرمي في رشق⁣(⁣١) أنت منه منضول لا ناضل⁣(⁣٢).

  فالجواب [المنصور بالله (ع)]: أن ما جرى من التذكير والتقريب بعد الاستدلال بالأدلة الصحيحة، هو امتثال لأمر الله سبحانه قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}⁣[النحل: ١٢٥]، فأمر ÷ بالدعاء إلى سبيله، وهي الطريقة المثلى، والاستمساك بالعروة الوثقى، والالتزام بِحَبْلَي الإيمان والهدى، والاعتماد على الثقلين الذين من اعتمد عليهما سلم من الردى؛ فقابل الفقيه جميع ذلك بالإصرار، والتعصب والإنكار، فاستحق بذلك من الله ناراً ودماراً، لما أصر واستكبر استكباراً، {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ٢٠٦}⁣[البقرة].

[نقل الفقيه لكلام القرشي وذكر ما عابه على رسالته الأولى وجواب الفقيه عليه]

  وأما قوله: قال القدري [أي: القرشي]: وذكر⁣(⁣٣) بعد كلامه في الشروط والصفات القول في فضل المهاجرين والأنصار، قال: على سبيل الاختصار من الآيات والأخبار - وذلك⁣(⁣٤) ليس بمدفوع ولا مستنكر، وما وقع النكير إلا لما صرح به مما لا يليق بأهل الدين، أو ما يوهم أنه لازم وليس بلازم من شبهات المموهين، أو ما حشاه في أثناء الأخبار والآيات من التهجين، وكان اللائق به حمل أمور الإمام # على السلامة، فذلك هو الواجب في آحاد المسلمين، فكيف بولد خاتم النبيين.

  وما فعله من هذا التهجين وأقدم عليه من سيء الظنون؛ كان منه قبل الإختبار، ولا المشاهدة ولا الإستخبار، بل هجم على أمر عظيم، وخطر جسيم؛ بغير دليل قويم.


(١) القوس السريعة السهم. تمت (معجم).

(٢) نضله نضلاً سبقه وغلبه في الرما. تمت (معجم).

(٣) أي الفقيه في رسالته الأولى (الدامغة).

(٤) بداية كلام الشيخ محيي الدين ¦.