[الجواب على ما ادعاه الفقيه من فضل معاوية]
  فذكرنا من فضل معاوية على سبيل الاختصار، على حسب ما تحتمله هذه الرسالة مما سمعنا من شيوخنا، يرويه عدل عن عدل على مقتضى ما قد شرطنا، وقد بينا ما موه به هذا الرجل وزخرف، وكشفنا عما دلس به وأرجف، وأوضحنا أنه الذي بنى على أصول منهارة الأساس، وأنه من أمره في تخليط والتباس.
  فإن كان عنده علم كما يزعم؛ فليورد لنا أحاديث مسندة كما أوردنا على ما ندعي، وإن عجز عن ذلك، وأقام على الباطل؛ علمنا أنه معاند بدعي، والله تعالى الموفق إلى طريق الرشاد، والمسؤول أن يمدنا بالصلاح والسداد.
[الجواب على ما ادَّعاه الفقيه من فضل معاوية]
  والجواب: أن أول ما في هذا الباب هو طلب ترجيح الرواة(١)، وهذه
(١) قال ¥ في التعليق: قال ابن حجر في شرح البخاري:
وقع الإجماع على أن معاوية لم تصح له فضيلة، وتواتر عن إسحاق بن راهويه [هو شيخ البخاري]: أن كل فضيلة تروى لمعاوية فإنها كذب على النبي ÷، قال وإنما ذكر البخاري معاوية وإن لم يكن له فضيلة دمغاً لرؤوس الروافض، انتهى.
فسبحان الله! كيف يدمغ رؤوس الروافض بذكر فرعون هذه الأمة، وقد صح وقطع بأنه منافق، لبغضه علياً، وقد تواتر أن بغضه نفاق، وثبت أنه حرب لرسول الله ÷، وقد صح أنه قال ÷ في علي: «حربك حربي»، فمن أحق بالدمغ الروافض أم النواصب؟!
هذا إن أريد بالروافض من رفض الجهاد مع الأئمة من آل محمد ÷ كزيد بن علي #، فأما إن أريد من فضَّل وقدّم علياً فأطمُّ وأطمُّ، أن يدمغ رؤس العترة وأنصارهم بذكر عدوهم وعدو محمد ÷، إن هذا يوجب كفر الدامغ، فكيف بتصحيح مسنده، فلينظر في علة الذكر، ثم ليعتبر ذو الفكر، والله المستعان. تمت كاتبها.
نعم، جاء في فضيلة معاوية حديث ابن عباس فيه عنه ÷: «لا أشبع الله بطنه»، ذكره الذهبي في الميزان والنبلاء.
وسئل النسائي أن يخرج في معاوية؛ فقال: أي شيء أخرج: «اللهم لا تشبع بطنه»؟ فداسوه حتى كان سبباً لهلاكه. ولشدة تعصب الذهبي حاول أن يجعل الحديث منقبة لمعاوية لعنه الله.
وفي حديث مسلم: أن رسول الله ÷ مرّ بامرأة حبلى من السبي على باب رجل من أصحابه فقال ÷: «لعله يُلِمُّ بها»، قالوا: نعم، فقال ÷: «لقد هممت أن ألعنه لعناً يدخل عليه في قبره». فهل يريد ÷ أن يلحقه اللعن ليكفر ذنوبه؟! نعوذ بالله من الزور والتحريف تمت.
=