[ذكر تصانيف الإمام الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق (ع)]
  في أيامهم بتخلى وهو اليوم المشهور بجبل مسور.
  وقل ما يوجد من جبال الدنيا ما يشاكله لأن الأنهار في رأسه والمدن والقرى الكبار وفيه المزدرعات العظيمة والمراعي والمحْتَطَبات، وله أربعة أبواب في نواحي الأربع الجهات لا يدخل إليه إلا منها، وهي في نهاية الامتناع - أعني الأبواب - وسائر الجهات لا يرقاها إلا كبار الطير ورؤساؤها. فألجأتهم إليه جنود الناصر # وأحاطت بهم العساكر من جميع جوانبه وضايقهم أشد المضايقة وقتلهم في وقعات في أرجائه كثيرة.
  وما أنقذهم من سطوة الحق إلا جيش بني العباس لقلة مبالاتهم بالدين؛ فنهضت جيوشهم من العراق ووصلت إلى زبيد ونهضوا من هنالك قاصدين إلى جنود الناصر #، وكان إتيانهم بمراسلة ومكاتبة من القرامطة، ومنوهم بأموال جليلة رغبوا فيها وغفلوا عن أمر الدين، وتأخرت جنود الناصر #.
  ولم يزل رافعاً منار الدين، قاطعاً لضرر المعتدين، عابداً لله حتى أتاه اليقين.
[ذكر تصانيف الإمام الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق (ع)]
  وله تصانيف في العلوم جمة على أنواعها، أولها: كتاب في التوحيد في نهاية البيان والتهذيب، وكتاب النجاة ثلاثة عشر جزءاً، وكتاب مسائل الطبريين جزآن في الفقه، وكتاب في علوم القرآن، وكتاب أربعة أجزاء في الفقه، وكتاب التنبيه، وكتاب أجاب به الخوارج الأباضية، وكتاب الدامغ أربعة أجزاء، وغير ذلك من تصانيفه # فقد تركنا ذكر بعضها.
  فهؤلاء أئمة الهدى الذين لا همّ لهم إلا الدين، وإرشاد المسترشدين، كما قال أبو فراس في شعره يخاطب بني عمنا بني العباس:
  دعوا الفخار لعلاّمين إن سُئلوا ... يوم السؤال وعمالين إن علموا(١)
(١) في نسخة: يوم الفخار، والفخار والفخَارة بفتحهما، التمدح بالخصال، كالافتخار. انتهى من القاموس. وفي شرحه: قال شيخنا: توقف بعض في الفخَار بالفتح وقال: الصواب بالكسر فيه، =