[تلفيق الفقيه على علي # في مدح المشائخ]
  وذكرنا(١) ذلك غرة رسالتنا هذه، بعد أن قد كان في النفس جعلها هاهنا لما كان سبب ذكرها في هذا الموضع، فرأينا تقديم ذلك أولى، وقدمنا أيضاً الكلام فيما نقده من الكتابة ونقد عليه بما نرجو به النفع لمن رغب فيه، وقصد إليه، والله ولي التوفيق.
[تلفيق الفقيه على علي # في مدح المشائخ]
  وأما قوله [أي الفقيه]: ثم رأينا أن نختم رسالتنا هذه برواية أحاديث صحت عن علي # بالثناء على أبي بكر وعمر وعثمان، ليتبين لمن خالفنا طريق الصواب، ونعرفه أن القوم أحباب، لعله يرجع عن بدعته، ويعود إلى منهاج الحق وشرعته، وإن هو أعرض عن ذلك، وفي غيه شمر، وتوانى عنه، وفي تأمله قصر، فقد بذلنا ما يجب من النصيحة ولقد أعذر من أنذر؛ فأقول:
  قد ذكرنا في رسالتنا هذه أحاديث رويناها عن علي # في الثناء على أبي بكر وعمر، وفي ذكر شرفهما وفضلهما، ودرجتهما عند الله وعند رسوله، بما لا ينبغي للعاقل أن يجهله، وسنورد هاهنا بعض ما حضرنا سوى ما ذكرنا على سبيل الاختصار؛ فمن قصد الرجوع إلى الحق كفاه من ذلك أيسره، ومن قصد العناد فسيان عنده مخفي الأمر ومظهره؛ فأقول:
  بالسند المتقدم إلى محمد بن الحسين الآجري، قال: أخبرنا أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي(٢) في المسجد الحرام، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا عبدالرزاق، عن الثوري، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي يعلى، عن محمد بن الحنفية، قال: قلت لأبي: يا أبتاه من خير الناس بعد رسول الله ÷؟ فقال لي: يا بني أبو بكر. قال: قلت ثم من؟ قال: عمر بن الخطاب. فخشيت أن أسأله
(١) وجعلنا (نخ).
(٢) قال ¥ في التعليق: الجندي هذا لم يوقف له على ترجمة لا يُدْرَى مَنْ هو، ومحمد بن يوسف هو الغريابي، قال ابن عدي: له عن الثوري أفراد. وقال ابن معين في حديثه في شعر الأنف: حديث باطل، وقال العجلي: أخطأ في مائة وخمسين حديثاً، وإن لم يكن الغريابي فهو مجهول.