كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ثانيا: قدح الذهلي شيخ البخاري في البخاري، ونهيه عن مجالسته، وترك أبي زرعة وغيره روايته]

صفحة 5 - الجزء 4

  

(⁣١)


(١) [بحث مفيد]

[أولاً: قدح المخالفين في كل من روى فضائل أهل البيت (ع)]

قال ¥ في التعليق: قد تقدّم للفقيه القدح في زيد بن يثيغ راوي حديث براءة، وكذا قدحه في ابن المغازلي راوي أحاديث مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لكن من بحث عن الآثار والأقوال، ونظر في علم الرجال، عرف أن القوم إنما يقدحون على الهوى؛ ولذا لاترى ولياً من أولياء الله يروي فضيلة في آل محمد ÷ إلا سارعوا إلى وَصْمه، وتراهم عند ذكر أحد من النواصب إذا ترجموا له طَوَّلُوا وبالغوا في وصفه.

قال الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد #: فائدة يعرف بها أهل الأهواء من المحدثين: أنه من خالف ما يهوونه ويذهبون إليه من الأباطيل يجرحونه فإن أجملوا تركوه؛ فمن ذلك ما روى السبكي في طبقاته عن يحيى بن معين أنه قال: الشافعي ليس بثقة لما كان يتشيع.

[ثانياً: قدح الذهلي شيخ البخاري في البخاري، ونهيه عن مجالسته، وترك أبي زرعة وغيره روايته]

ومن ذلك ما ذكره الذهبي في تاريخ النبلاء عن محمد بن يحيى الذهلي أنه قال: ألا من يختلف إلى مجلسه - يعني مجلس البخاري - فلا يختلف إلينا فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ - يعني في اللفظ في القرآن - أنه مخلوق، ونهيناه فلم ينته، فلا تقربوه ومن يقربه - أي يقرب البخاري لقوله بأن اللفظ مخلوق - فلا يقربنا. وساق محمد بن يحيى هذا كلاماً في تكفير من قال بخلق القرآن إلى أن قال ما لفظه: ومن ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مذهبه. [سير أعلام النبلاء (١٢/ ٤٥٦) وفيه: (٤٥٩) سمعت محمد بن يحيى يقول: قد أظهر هذا البخاري قول اللفظية واللفظية عندي شر من الجهمية].

فقال الذهبي في ترجمته للبخاري في هذا الكتاب أعني تاريخ النبلاء ما لفظه: قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: قد قدم يعني محمد بن إسماعيل يعني البخاري صاحب الصحيح سنة خمسين ومائتين وسمع منه أبي، وأبو زرعة وتركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر بنيسابور أن لفظه بالقرآن مخلوق. [سير أعلام النبلاء (١٢/ ٤٦٢)].

قلت وبالله التوفيق: إذا كان هذا في حق الشافعي والبخاري فما ظنك بغيرهم من المسلمين الذين لا يجدون ما يجرحونهم به إلا مجرد المخالفة لأهوائهم، ويقولون: فلان زائغ، وفلان تركوه؛ بلا حجة يحتجون بها عليهم إلا مجرد دعوى بلا بينة.

ويُعَدِّلون من جرح بسبب من أسباب الجرح معين: كما رموا عبدالله بن أبي داود بأنه يكذب، وبأنه رمى أنس بن مالك خادم رسول الله ÷ وأزواجه بالزور والبهتان في حديث الطير، وقال إن صحّ حديث الطير فنبؤة محمد ÷ باطلة وهذا كفر فعدّلوه. وقال الذهبي في تاريخ النبلاء بعد أن ذكر هذا: عنه إنما هو كذاب في لهجته لا في الحديث. فإنه عنده من أركان ثقات المحدثين؛ لما كان زائغاً عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # [أبو بكر عبدالله بن أبي داود السجستاني كان من النواصب قال =