[رواية أحداث السقيفة]
  من الحجة عليهم؟ فقال #: (لو كانت الإمامة فيهم لم يكن للوصية بهم معنى) ثم قال: (فما قالت قريش؟) قالوا: احتجوا بأنهم شجرة رسول الله ÷ فقال: (احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة)(١).
[رواية أحداث السقيفة]
  وليس عليه نقصٌ ولا وهن إذا غُلِب فقد جرى مثل ذلك وأعظم منه على أنبياء الله ø، ولَمَّا فتح الفقيه الكلام في هذا الشأن؛ فنحن ذاكرون له طرفاً مما جرى من حديث السقيفة، وروايتنا له من تاريخ الطبري، فقد صحح روايته، فلذلك اعتمدناها، وإلا فقد ذكر الواقدي والمسعودي، وابن واضح، والقضاعي، والأصفهاني ما لا يجهله أهل العلم.
  فنحن نروي تاريخ الطبري بالإسناد: فذكر أبو جعفر: حُدِّثت عن هاشم بن محمد، عن أبي مخنف، قال: حدثني عبدالله بن عبدالرحمن، عن أبي عمرة الأنصاري أن النبي ÷ لما قبض اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة، وقالوا: نولي هذا الأمر بعد النبي ÷ سعد بن عبادة، وأخرجوا سعداً إليهم وهو مريض.
  قال: فلما اجتمعوا، قال لابنه أو لبعض بني عمه: إني لا أقدر لشكواي أن أُسْمِعَ القومَ كلَّهم كلامي، ولكن تلق مني فأسمعوه؛ فكان يتكلم ويحفظ الرجل كلامه فيرفع صوته فيسمع أصحابه، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: يا معاشر الأنصار إن لكم سابقة في الدين، وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة في العرب، إن محمداً ÷ لبث في قومه بضع عشرة سنة يدعوهم إلى عبادة الله وخلع الأوثان؛ فما آمن به من قومه إلا رجال قليل، والله ما كانوا يقدرون على أن يمنعوا رسوله، ولا أن يعزوا دينه، ولا أن يدفعوا عن أنفسهم ضيماً رغموا به؛
(١) نهج البلاغة ص (١٤١) رقم (٦٦) بعنوان [ومن كلام له # في الاحتجاج على الأنصار].