[ذكر أيام أبي العباس السفاح]
  طلب نقم الثأر لآل الرسول من بني أمية كما قال شاعرهم لما استقرّ أمرهم:
  أصبح الملك ثابت الآساس ... بالبهاليل من بني العباسِ
  ومنها:
  فاذكروا مصرع الحسين وزيداً ... وقتيلاً بجانب المهراس
  المهراس: ماء بأحد قُتل إلى جنبه حمزة بن عبد المطلب #.
  والحسين بن علي، وزيد بن علي $.
  وقال ابن المعتز:
  ونحن نهضنا رافعين شعارنا ... بثارات زيد الخير عند التجارب
  فلما خافت بنو العباس من الشام نهضوا إلى الكوفة وانكتموا فيها، وكان القائم بأمر الشيعة والجيوش الهاشمية أبو سلمة حفص بن سليمان مولى السبيع المعروف بالخَلاَّل لكون داره في الخلالين الذي قتلوه غيلة لما استتب لهم الأمر، وعادتهم جارية بقتل الأولياء إلى يومنا هذا.
  ووصيتهم إلى صاحب الدعوة بخراسان: أن اقتل على التهمة من بلغ خمسة أشبار، واقتل من قدرت عليه ممن نطق بالعربية؛ أفهذه وصية أئمة الهدى أيها الفقيه؛ بل من له في الإسلام أدنى تعلّق؟!
[ذكر أيام أبي العباس السفاح]
  ثم استخرجت الخراسانية بني العباس من الدار التي انكتموا فيها، وكان أبو سلمة ونقباء الشيعة يريدون عند تقوّي الأمر الاختيار من آل الرسول ÷، وكانت بنو هاشم قد بايعوا محمد بن عبدالله النفس الزكية #، وكان أبو جعفر ممن بايعه؛ فلما ظهرت بنو العباس على حين فترة والناس يتشحطون(١) لبني
(١) في القاموس: شحطه تشحيطاً: ضرّجه بالدم، فقد استعاره الإمام لتوجّعهم لهم، فتكون استعارة تبعية تصريحية. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.