كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[دعوى الفقيه أن كلام الإمام متدافع ويلزم منه التشبيه – والرد عليها]

صفحة 593 - الجزء 3

  في الإمامة على الوجه الصحيح، فصرف ذلك إلى النبوة قال أو الإلهية.

  ثم قال [أي فقيه الخارقة]: وهذا مذهب الرافضة في السابق والتالي؛ فأخطأ⁣(⁣١) من وجوه؛ أحدها: أن ذلك لا يفيد النبوة بالإضافة إلى سائر الأمة، لأن الإمامة أقرب.

  والثاني: حمل الإخلاص على استحقاق العبادة ولم يرده⁣(⁣٢) #، ولا جرى له في ذلك كلام، بل غرضه بذلك استحقاقه الإمامة، على وجه خالص لا يشاركه فيه سواه، في ذلك الوقت الواقع فيه هذا الخطاب.

  والثالث: أنه سمى الباطنية رافضة، وقد أخطأ إذ الرافضة من رفض زيد بن علي # ومن التحق بالغلاة من الإمامية.

  والباطنية وإن شاركتهم في ذلك فإن لها اسماً يخصها، وهي الملحدة لرفضها للصانع الحكيم، ووصفها له سبحانه بالتعطيل عند التحقيق في الخروج عن النفي والإثبات في التوحيد والعدل، وإنكارها للشرائع والنبوات، وانتحالها لما اختصت به من الجهالات في التأويلات الباردة والمقابلات، فكانت تسميتها بالملحدة أحق، وإدخالها فيهم أولى وأليق.

  والرابع: أنه جعلهم أهل توحيد على زعمهم؛ ثم حكى عنهم التثنية في الإلهية للسابق والتالي، وهذا كلام من لا يبالي بما قال.

[دعوى الفقيه أن كلام الإمام متدافع ويلزم منه التشبيه – والرد عليها]

  فأقول وبالله التوفيق: أما ما ذكر من أن كلامي متدافع فسأبين أن كلامه هو المتدافع، وأن كلامي على إمامه بما ذكرت لازم من قوله، وذلك أنه لما روى الحديث قال: فتأمل⁣(⁣٣) هذا الخبر فهو مفيد جداً، لأن (قل هو الله أحد) سورة الإخلاص، فإذاً الإخلاص بوده وفيه معنى التوحيد ولفظه، فكانت الإمامة له


(١) بداية جواب الشيخ محيي الدين.

(٢) أي الإمام المنصور #.

(٣) من كلمة (فتأمل) إلى آخر البيت هو للإمام المنصور بالله #.