[جملة من الآثار عن الصحابة والتابعين في ذم القدرية وتنزيه الله عن أفعال العباد]
  أجوافهم دخان أسود فتسود وجوههم.
  فهذا جملة ما ورد عن النبي ÷ جمعنا(١) له في هذا الموضع ليعلم أن قوله عالمه أن الأمة أجمعت على ذم القدرية باطل.
  ثم زعم الفقيه أن القدري من أضاف فعل العباد إليهم، فيكفيه أن الإضافة إن كانت فعل المضيف صحت إضافة أفعال العباد إليهم، فكيف يذم من أضاف الصواب؟!
  وإن لم تكن الإضافة فعله وهي فعل الله تعالى خلقها وأحدثها فما الذي يستحق به الذم، فتأمل هذا إن كنت من أهل ذلك، ولذلك أريناه من أحق باسم القدرية، ومن يتوجه إليه اللوم، ومن مذهبه أقبح المذاهب، ليصح شبهه بمذهب المجوس.
  وأهل البيت $ مطبقون على نفي القبائح عن الله تعالى، ومعهم شهادة ذلك، ولأن القدرية لا يذمون على مذهبهم إن لم يعرف مذهبه ولم يعلمه؛ لأن جحدانهم للصفة، وقولهم به على أي وجه أراد إلزام التسمية، وهو عنده فعل الله ومراده وقضاؤه وقدره، وكيف يذم من لم يرد إلا ما أراد ربه ولم يعمل إلا ما عمل خالقه وقضى عليه مليكه؟ فيا لها من ضلالة ما أوضحها وأقبحها لمن لم يعم الخذلان عقوبة له بصيرته.
[جملة من الآثار عن الصحابة والتابعين في ذم القدرية وتنزيه الله عن أفعال العباد]
  وهاهنا جملة من المروي عن الصحابة والتابعين ليتحقق الفقيه ومن وقف على رسالتنا هذه صحة ما ادعيناه وفساد ما اعتمد عليه:
(١) عنه ÷: «قال الله: يا عبادي أني حرمت الظلم على نفسي ... إلى أن قال: إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» أخرجه أحمد ومسلم وأبو يعلى عن أبي هريرة قاله السيوطي في الجامع الصغير، وهذا صريح في حصر نسبة العمل إلى العبد وقصره عليه. انتهى من التعليق.