كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الفقيه ينسب جواز الكذب إلى بعض الزيدية – والجواب عليه]

صفحة 551 - الجزء 3

  وممن بذل نفسه وماله في عز الدين، ونصر الإسلام والمسلمين.

  ولكن الأعمال بخواتيمها⁣(⁣١)، وهذه اللفظة هي التي حركت دواعي الفقيه للأذية، لأنها تفت عضده فيما دان به واعتقده، فلا نسلم له ما أراد من تمويهه، ولا وجد حجة يدفع بها ما وقع من تفصيل ذلك على ما دلت عليه الأدلة الصحيحة، فاعتمد على الأذية الدالة منه على الجهل وخبث الطوية، ولو كان عنده علم لكان إظهاره أولى عند ذوي الألباب والنهى.

[الفقيه ينسب جواز الكذب إلى بعض الزيدية - والجواب عليه]

  وأما قوله: «قال القدري: وأما حكايته عن بعض الزيدية بجواز شيء من الكذب، فإن قصد به الإمام أو من على مذهبه من أهل بيته وشيعته فكلا وحاشا، وإن أراد قوماً يسمون المطرفية، وينتسبون إلى الزيدية، ففيهم من أظهر ذلك، وهو خطأ عظيم من جملة خطئهم الفاحش العميم، وإلى مثل مذهبهم ذهب الفقيه في خارقته، وهاهي شاهدة عليه بإجازةِ الكذب بل بإيجابه، كما قال في كتمان النبي ÷ من أعدائه، فصار كما قيل في المثل: رمتني بدائها فانسلت.

  ولكن ما الذي دعا الفقيه إلى ذلك، فإن كان عَلِمَه بقبح الكذب خالف مذهبه - إن كان من خلّص الجبرية القدرية - في أن التقبيح والتحسين بالشرع دون العقل.

  ثم كيف يذم القوم بما هو عنده فعل الله ø لا فاعل له سواه، ولا محدث له غيره، وأن كل كذب في الدنيا من أولها إلى آخرها فهو منه سبحانه، لا


(١) قال ¦ في التعليق: [قال الله تعالى] {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} الخ [الفتح: ١٠]. [وقال] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ .... الخ[المائدة: ٥٤]، [وقال ÷:] «إنهم إرتدوا على أدبارهم القهقرى» الخ.

«حتى إذا قبض الله نبيه رجع قوم على الأعقاب» الخ.

«هؤلاء لم يأكلوا من أجورهم شيئاً ولا أدري ما تحدثون بعدي» الخ.

«فأقول سحقاً لمن غير وبدل».