كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان أنه لا اعتبار بالسبب في خبر المنزلة مع اللفظ]

صفحة 454 - الجزء 3

  تعالى، ولا على وجوب كونه قديماً، ولو كان عنده ذخيرة من العلم لأنفقها، وبيّن ما ادعى أنه باطل، لكنه عن ذلك عاطل.

[بيان أنه لا اعتبار بالسبب في خبر المنزلة مع اللفظ]

  ثم قال: «قال القدري: ثم حكى بعد ذلك ما استدل به الإمام على إمامة علي # من خبر المنزلة، وحكى طرفاً من طرقه، وما جرى في أثناء ذلك من الأخبار في فضله #، وأنه أولى من غيره بالأمر، وأوسع⁣(⁣١) # في ذلك، وما ذكر أيضاً من فضائله # مفصلاً، ثم قال بعد استكمال حكاية ما سطره الإمام #.

  والجواب⁣(⁣٢) عن هذه الجملة وبالله التوفيق: أما قول النبي ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» فليس معناه ما ذهبت إليه من أنه يفيد الولاية والخلافة بعده؛ لأن النبي ÷ لما استخلفه على المدينة في غزوة تبوك، قدح فيه المنافقون وقالوا: اتهم ابن عمه فخلفه؛ فتبع علي النبي ÷ وقال: خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»، يعني أن موسى لما خرج إلى الطور استخلف أخاه هارون على قومه، ولم يكن تأخره عنه عن موجدة به عليه، فكذلك إني استخلفتك على المدينة كما استخلف موسى هارون».

  والكلام⁣(⁣٣) عليه في هذا الجواب: هو أن يقال له: لو سلمنا لك هذا السبب في الخبر لم يكن مبايناً لما رمناه من الاستدلال، ولا ناقضاً له، ولا لشيء من أركانه؛ إذ لا تنافي بينهما، فنجمع بينهما على أقوى الوجوه بأن نقول: إن المنافقين لما طلبوا إسقاط منزلته #، بيّن النبي ÷ بما يدل على رئاسته على الخاص والعام، وهو ما كان لهارون من موسى @ مع الاستخلاف لما خرج إلى


(١) أي الإمام المنصور بالله #.

(٢) هذا الجواب من الفقيه في رسالته الأولى المسماة الدامغة.

(٣) الكلام هنا للشيخ محيي الدين ¥.