كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان جهل الفقيه بموارد اللغة العربية]

صفحة 321 - الجزء 2

  وأما في علم الأصول: فالكل يقر أنه ما علم لأحد من الصحابة ¤ من الكلام الواسع البليغ مثل ما روي له #، وإن كان يوجد لهم من ذلك ما يعرف به أنهم كانوا عدلية، وخطبه # ورسائله تشهد بذلك، وجميع ما ذكرنا مسند تجده عند طريق السماعات، فيكون أولاده # أصلاً لمن في أوقاتهم وبعدهم كما كان أصلاً بعد النبي ÷، وكما أن أصل الجبر أموي، وكذلك العدل علوي هاشمي، ولعل الفقيه لا يجهل كثيراً من ذلك.

[بيان جهل الفقيه بموارد اللغة العربية]

  وأما قول الفقيه في قوله: «وزرع زرعي»: «فكلام لا معنى له، وما أظنه - إن صح هذا الحديث - من جملته بل مدخل فيه، وإن صح فمعناه كمعنى الأول لا فائدة فيه إلا التكرار. وإن أراد بالزرع الظاهر، فخارج عما هو فيه».

  فالجواب: أن الفقيه جسر على كلام النبي ÷ حيث قال: «لا معنى له»، وأداه جهله بمعناه إلى أن قال: بل مدخل فيه، وقد كان الأولى به أن يحسن الظن برواية أهل العدل الذين لا يستجيزون الكذب كما أجازه الفقيه في رسالته، كما يحسن الظن بأهل عقيدته مع أنهم يروون الأخبار المتدافعة، ويروون الشيء ونقيضه، وما يوافق أهل العدل وما يخالفه، ولا يرى أنه يكذب مشائخه


= ورسول الله شاهد علينا. تمت.

وروى الحاكم الحسكاني بإسناده إلى شقيق قال: قرأت في مصحف عبدالله، وهو ابن مسعود: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ وآل محمد عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣}⁣[آل عمران]، ورواه أيضاً عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب: أن ابن مسعود كان يقرأ: {إن الله اصطفى ... إلخ}⁣[روى قراءة ابن مسعود: {وآل عمران وآل محمد على العالمين}: الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (١/ ١١٨) وفرات الكوفي في تفسيره (١/ ٧٨) ]، كما هنا. تمت من (شواهد تنزيل).

وقد مر أن الثعلبي روى عن أبي وائل قال: قرأت في مصحف عبدالله بن مسعود: {وَآلَ عِمْرَانَ وآل محمد عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣}. تمت.