[بحث حول الصلاح والأصلح ومعناها على قول الإمام (ع)]
  وغرور، ولا يعتمد عليه في الاستدلال بحال من الأحوال.
  والوجه الثاني: أنه ليس في الآية دلالة على ما ظنه، ورام الاستدلال بها عليه، من أنه تعالى أنعم عليهم وكلفهم استدراجاً للهلاك والعطب؛ لأن المعنى {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ} أن الذي عجل الله سبحانه لهم من اللذة يدفع عنهم من العقاب شيئاً، لئلا يظن ظان فيقول: لو كانوا مستوجبين للعقاب بما أقدموا عليه لم يكن تعالى ليديم عليهم النعم بالأموال والأولاد، ولهذا قال تعالى: {بَل لَا يَشْعُرُونَ} أن هبة هذه الأشياء لا تدل على السلامة لهم من العذاب المستحق على كفرهم، وهذا بَيِّنٌ، وليس فيه شيء مما رامه.
  وأما قوله تعالى: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ٤٤}[القلم]. فلا يصح منه الاحتجاج بها مع تمسكه بمذهب الجبر كما قدمنا.
  ثم لو صح له الاستدلال لم يكن له في الآية حجة؛ لأن ظاهر الآية أنه يستدرج من كذب بآياته ولم يذكر ما استدرجه إليه فلا يصح التعلق به في أمر مخصوص، ولسنا ننكر أنه تعالى يستدرج الكفار بأن ينزل بهم النقمات، وينزل بهم العذاب والعقوبات، من حيث لا يشعرون؛ لأنهم استحقوا ذلك على كفرهم، ولا ننكر أنه يُمد لهم في العمر؛ لأنه نعمة وتمكين من التوبة والإقلاع عن المعصية، وإن كان سبحانه لا يريد منهم إلا الطاعة دون ما يعلم من حالهم أنهم يختارونه؛ لأن العلم غير مؤثر في المعلوم كما قدمناه مبرهناً.
[بحث حول الصلاح والأصلح ومعناها على قول الإمام (ع)]
  وأما قوله [الفقيه] بعد ذلك: «ثم ما تقول على أصلك واعتقادك أن الله تعالى واجب عليه الأصلح لعباده، في خلق الله تعالى الكفار وإمدادهم بالصحة والعافية والمال، مع علمه أن ذلك لا يزيدهم إلا كفراً وطغياناً وتمادياً في
= وقول آخر: ولا يك موقف منك الوداعا. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.