كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حديث: من أراد ينظر إلى آدم في علمه ... إلخ]

صفحة 627 - الجزء 4

  فيك مثلاً من عيسى بن مريم # أحبته النصارى حتى أنزلته بالمنزل الذي ليس له، وأبغضته اليهود حتى بهتوا أمه؛ لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح بن مريم لقلت فيك قولاً لا تمر بملأ من أمتي إلا أخذوا من ترابك وطلبوا فضل طهورك، ولكن أنت أخي ووزيري، ووصيي ووارثي، وعيبة علمي»⁣(⁣١).

  وهذا علم غيب قد وقع⁣(⁣٢) قالت النصارى في المسيح: إنه إله لأنه عندهم ابن


(١) قال ¥ في التعليق: من قوله: «لولا أن تقول فيك إلى قوله أخذوا التراب من تحت قدمك للبركة»، أخرجه أحمد بن حنبل في المسند، وأما صدر الحديث فقد مر ذكر من أخرجه في حاشية الجزء الأول.

(٢) يقال: ليس في الخبر إشعار بغيب يقع، وإنما أراد النبي ÷ أن يترك من القول ما يكون سبباً لقول الطوائف من الأمة في علي، بل القياس أن يفيد الخبر أن لا يقع لدلالة لفظ: (لولا) إلا أن الجواب أنه وإن وقع فلا ينافي الخبر إذ قصده ÷ أن لا يكون وقوعه مُثَاراً من قوله فقط، لا أنه لا يقع أصلاً فتأمل [قال المعترض: يقال: لا اعتراض على الإمام # فإنه إنما قال: (علم غيب قد وقع) لما فهمه من صدر الحديث، وهو قوله «إن فيك مثلاً ... إلخ» لا من قوله: «لولا ... إلخ» تأمل].

[حديث: من أراد ينظر إلى آدم في علمه ... إلخ]

وعنه ÷: «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب» أخرجه أبو الخير الحاكمي عن أبي الحمراء مولى النبي ÷.

ورواه الحاكم الحسكاني بإسناده إلى أبي الحمراء تمت. من شواهد التنزيل، ورواه أحمد بن حنبل، وأحمد والبيهقي بلفظ: «وإلى عيسى في زهده» وبلفظ: «وإلى موسى في فطنته» قاله ابن أبي الحديد، ولعله تصحيف «بطشه» تمت كاتبه.

وروى ابن المغازلي عن أنس عنه ÷: «من أراد أن ينظر إلى علم آدم، وفقه نوح، فلينظر إلى علي بن أبي طالب».

وقال النبي ÷ وهو في جمع من أصحابه: «أريكم آدم في علمه، ونوحاً في فهمه، وإبراهيم في حكمته؟» فقال أبو بكر: يا رسول الله أقِسْتَ رجلاً بثلاثة من الرسل، من هو؟ فقال النبي ÷: «ألا تعرفه يا أبا بكر؟» قال: الله ورسوله أعلم قال: «أبو الحسن علي بن أبي طالب» رواه الخوارزمي عن الحارث الأعور عن علي.

=