[بحث في معنى قوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين}]
  الكساء الذين وردت فيهم آية التطهير وآية المباهلة التي ظهر أمرها وعلا شرفها، وسمي فيها علي # بأنه نفس النبي ÷، وأنهم الذين وقعت بهم المباهلة للنصارى، والذين أحجم علماء نصارى نجران عن وقوع المباهلة لعلمهم بأنهم لا تبقى لهم باقية، ومعلوم أن المشائخ لم يكن لهم نصيب في هذه المرتبة الجليلة، وقد ذكرنا ما يتعلق بهذه الجملة من الأخبار بأسانيدها الصحيحة فيما تقدم، فلا وجه لإعادتها.
  وأما قوله: «إنهم الذين شهد الله لهم بالجنة، وحكم لهم بها ..» إلى آخر ما ذكر.
  فالجواب عنه: مثلما تقدم من أنه عين المشائخ الثلاثة، وترك سائر الصحابة المرادين بالآية؛ فإن استقام على هذا الاستبداد فضحته الآثار والسير والأخبار، وإن اعترف أن المشائخ الثلاثة من جملة من دخل تحت آية الرضوان فلم تحجر واسعاً، وخص عاماً؟ واستبد بأمر هو مشترك بين المشائخ الثلاثة وسواهم من الصحابة الحاضرين في ذلك المقام؟
[بحث في معنى قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ}]
  وأما قوله: «وهذا إخبار عما يؤول إليه الأمر».
  فالجواب: أن ظاهر الآية يقتضي استحقاق الرضا في الحال لقوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ...} الآية [الفتح: ١٨]، وهذا لفظ الوقوع إن كان له معرفة بألفاظ اللغة العربية، وكيف لا يكون وقد أخرجته المعرفة بها إلى أن يَنْقُد ما لا يُنْقَد، ورد ما لا يُرَد.
  وأما الاستقبال فله لفظ يخصه، وهو تعلقه بالسين وسوف للاستقبال، وكذلك الحال والاستقبال لا يجب حمل الكلام عليه مطلقاً؛ لأن منهم من غير
= وروى القصَّة البيضاوي والزمخشري في كشافه، وأبو السعود في تفسيره، وقال الرازي في تفسيره بعد نقل ذلك واعلم ان هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث. انتهى.