كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر من خرج مع الإمام الحسين بن علي الفخي (ع) من فضلاء الناس]

صفحة 562 - الجزء 1

  لموسى بن عيسى: دعني أكشف عليه باله، وأعرفه نفسه. قال: أخافه عليك. قال: دعني؛ فأذن له.

  فقال له: يا موسى. قال: أَسْمَعْتَ فقل. قال: كيف رأيتَ مصارع البغي الذي لا تدعونه لبني عمكم المنعمين عليكم؟ فقال موسى: أقول في ذلك:

  بني عمنا ردوا فضول دمائنا ... ينم ليلكم أو لا تلمنا اللوائمُ

  وإنا وإيّاكم وما كان بيننا ... كذي الدَّيْن يقضي دينه وهو راغمُ

  فقال السري: والله ما يزيدكم البغي إلا ذلة، ولو كنتم مثل ابن عمكم سلمتم - يعني موسى بن جعفر - فقد عرف حق بني عمه وفضلهم عليه، فهو لا يطلب ما ليس له، فقال موسى بن عبدالله #:

  فإن الألى تثني عليهم تعيبني ... أولاك بنو عمي وعمّهمو أبي

  فإنك إن تمدحهمو بمديحة ... تصدق وإن تمدح أباك تكذب

[ذكر مَنْ خرج مع الإمام الحسين بن علي الفخي (ع) من فضلاء الناس]

  وقد ذكرنا من وجوه من خرج معه # من أهل بيته، وخرج معه من فضلاء الناس: سعيد بن خثيم، وعلي بن هاشم المعروف بالبريد، ويحيى بن يعلى، وعامر السراج، ونصر الخفاف، وكان من الصالحين، وكان من حديثه، قال: أصابتني ضربة فبرت اللحم والعظم فبت ليلتي أعوي منها وأنا أخاف أن يجيئوني فيأخذوني إذا سمعوا الصوت؛ فغلبتني عيني فرأيت النبي ÷ وقد جاء فأخذ عظماً فوضعه على عضدي فأصبحتُ وما أجد من الوجع قليلاً ولا كثيراً.

  قال: ولما حضرت محمد بن سليمان الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة فلم يفصح بها لسانه إلا أنه يقول:

  ألا ليتَ أمي لم تلدني ولم أكن ... شهدتُ حسيناً يوم فخٍّ ولا الحسنْ

  فلم يزل يردد هذا البيت حتى مات.