[دعوى الفقيه تقليد علماء المعتزلة والرد عليها وذم التقليد]
[دعوى الفقيه تقليد علماء المعتزلة والرد عليها وذم التقليد]
  وقال في قوله: «غير مائلين إلى تقليد، ولا عادلين عن طريقة استبصار، فلقد قلدوا الجاحظ(١)، والنظّام(٢)، والعلاّف(٣)، والإسكاف(٤)، والشحّام(٥)، وتركوا ما أنزل الملك العلام، وما أتى به النبي #».
  فالجواب: أنا بحمد الله أغنياء باتباع آبائنا $، مصابيح الظلام، وبدور التمام، وصفوة الله من جميع الأنام، فبهديهم اهتدينا، وعلى أنوارهم سرينا، وهم معروفون عند وليهم محبة، وعند عدوهم جلالة ورهبة، وما يجهلهم إلا أنت وأمثالك، من حثالة(٦) الحشو، وجرامة(٧) الإرجاء والجبر، وردي القدر.
  لأنك جعلت هذه المذاهب لك مذهباً واحداً، وصيرت تصنيفك عليك شاهداً، فلو قلدنا من ذكرت، من الجاحظ والنظّام والعلّاف والشحام، لكُنا على مثل رأيك الفاسد، في التقديم للمشائخ على أمير المؤمنين، وهذا عندنا أكبر جرمهم.
(١) الجاحظ: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي المعروف بالجاحظ، كنيته أبو عثمان، من الطبقة السابعة، أحد العلماء المشهورين، صاحب التصانيف في كل مقالة، وكان تلميد النظام. توفي سنة خمس وخمسين ومائتين. انظر: كتاب المنية والأمل (خ)، الجداول (خ).
(٢) النظام: أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام، من الطبقة السادسة، قال أبو القاسم: هو من البصرة، قال المرتضى: وهو مولى، وروي أنه كان لا يكتب ولا يقرأ وقد حفظ القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وتفسيرها مع كثرة حفظه الأشعار. انظر: كتاب المنية والأمل (خ).
(٣) العلاف: محمد بن الهذيل بن عبدالله أبو الهذيل البصري، رأس الاعتزال، توفي سنة (٢٢٧ هـ).
(٤) الإسكافي: أبو جعفر محمد بن عبدالله الإسكافي، العالم الكبير، له كتاب في فضل أمير المؤمنين #، عداده في الشيعة. مات الإسكافي سنة أربعين ومائتين. انظر: كتاب المنية والأمل (خ)، الجداول (خ).
(٥) الشحام: أبو يعقوب يوسف بن عبدالله بن إسحاق الشحام، من الطبقة السابعة من أصحاب أبي الهذيل وإليه انتهت رئاسة المعتزلة في البصرة في وقته. قال القاضي عبدالجبار: كان من أصغر غلمان أبي الهذيل وأعلمهم. انظر: كتاب المنية والأمل.
(٦) الحثالة: الرديء من كل شيء، ومن الناس: رذالهم وشرارهم. تمت (المعجم الوسيط).
(٧) الجرامة: ما سقط من التمر عند قطعه، و - ما ترك من التمر على الكرب، والكرب هو الأصل العريض للسعف إذا يبس والجرامة أيضاً: رديء الثمر المجروم. تمت (معجم).