[الآل قبل الصحابة]
  هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ١١}[المؤمنون]، وسيرة عمر من أحسن السير، والحديث في الإمامة لا في السيرة.
  وأما قول الفقيه: بهم يستنزل المطر؛ فحيف شديد وضلال بعيد، وقد أقام عمر عام الرمادة يستسقي أربعين يوماً فلم ينزل به من السماء شيء حتى مد بيد العباس وقال: اللهم إنا نستشفع إليك بعم نبيك(١)، وقد فرع العباس عُمَرَ طولاً، وكأن وجهه ورقة مصحف، فأرخت السماء عزاليها(٢) وأغنى العباد برحمته؛ فبمن استنزل المطر أيها الجاهل أو المتجاهل بالأثر؟ وجدُّنا عبدالمطلب استخرج ماء الأرض، واستنزِلَ به قطرُ السماء؛ فبمن استنزل المطر؟
  وكذلك الكلام في عثمان، هو أقرب القوم إلينا، وأوجبهم حقاً علينا، وسيرة أبي بكر وعمر أحب إلينا من سيرته؛ للأحداث التي وقعت في الست السنين الأخر من ولايته.
  وأما النقص لهم فلا يروم أحد نقصاً لهم، فإنما نقول الحق فيهم، وأولى الأفواه بالترب والحجر فم لا ينطق إلا بنقص فضل العترة ويرميهم بالزور والكبر.
[الآل قبل الصحابة]
  وذكر أنهم ذكروا مكان النبي ÷ وأن الصحابة قبل الآل وأن ذلك إجماع، وهذا إغراق في النزع، وإفراط في الزعم.
  ومن الذي يكون واسطة بين النبي وآله برواية الآحاد فضلاً عن الإجماع، كلما ذُكِر الصالحون جملة فأهل البيت سادة الصالحين، أو المؤمنون كافة فأهل البيت أئمة المؤمنين، لقد رمت غير مرام، وصرت كمن يحدو بالنعام مع أنه
(١) [أخرج خبر الاستسقاء بالعباس: البخاري في صحيحه كتاب الجمعة رقم (٩٥٤)].
(*) قال ¥ في التعليق: وهذا الخبر قال ابن عبد البر في الاستيعاب: رويناه من وجوه، وقد مرّ ذكره في حاشية الجزء الثالث، وذكر رواية ابن عبد البر لنحوه، تمت.
(٢) العزالي: مصب الماء من الراوية، الجمع: عزالى. انتهى من القاموس.