[كتاب الزبيري إلى هارون ومباهلة الإمام يحيى (ع) له]
  بن إسماعيل، وسعيد بن خثيم الهلالي، ويونس البجلي، وحبيب بن أرطأة، وعدّة كثيرة لا يمكن حصرها في هذا الكتاب من فقهاء المدائن وعلماء الأمصار.
  فلما كان من يحيى في بغداد ما كان استأذن هارون في النهوض إلى المدينة فأذن له، فوصل إلى المدينة - على ساكنها السلام - فقضى ديون الإمام الحسين الفخي # ووصل فقراء آل أبي طالب $ وأشياعهم وعامة المسلمين، ووصل أرحاماً، وأعطى عطايا أغنت أربابها، وكان الفضل بن يحيى وأبوه يحيى قد وصلوه بأموال جمة أيضاً، ولم يدّخر من ذلك المال شيئاً.
[كتاب الزبيري إلى هارون ومباهلة الإمام يحيى (ع) له]
  وكان الزبيري عبدالله بن مصعب قد كسد سوقه عندهم، فأراد النفاق بالكذب والسعاية، فسعى بيحيى بن عبدالله إلى هارون وكتب إليه: إنا كنا نظن أن ليس في الإسلام إلا خليفة واحدة، ثم الآن قد صار عندنا في المدينة خليفة يُقصد من الآفاق، ومن هذا وما شاكله.
  فانتهى الحال إلى أن أزعجه هارون من المدينة إلى بغداد وحضر الزبيري وجرى بينهم مناظرات جمة، وكان من قول الزبيري: إني يا أمير المؤمنين - يعني هارون - قد تكدر عيشي وساء ظني، وأقسم ما بقيت آمن عليك زوجتك ولا ولدك ولا أم ولدك، ولا أحداً من حاشيتك. قال: وما ذاك؟ قال: لأن يحيى دعاني إلى بيعته، وأنت تعلم ما بيننا، فعلمتُ أنه لم يبق خلف بابك إلا من قد استجاب له. قال: أتواجهه بهذا؟ قال: نعم.
  والشرح في الخطاب والمناظرات بينهما طويلٌ جداً، وإنما نذكر منه مقاماً واحداً:
  ذكر محمد بن جرير في تاريخه: أن الزبيري دخل ذات يوم على الرشيد، فقال: يا أمير المؤمنين إني والله قد خفت عليك امرأتك وبنتك وجاريتك التي تنام معك، وخادمك الذي يخدمك ويناولك ثيابك وأخصّ خلق الله بك من قوّادك وأبعدهم منك. قال: فتغير لونه، وقال: ممَّاذا؟