[في الصلاة على النبي ÷]
  مكتسب؛ إنما يُطْلَبُ الشيء من معادنه ومظانه.
  وأما ذكره القدري - فقد تقدم له من الجواب ما فيه الكفاية.
  وأما تبيينه المعنى الذي وجب لأجله محبة آل النبي ÷ - فقد بين ذلك من هو أولى بقبول القول من الفقيه، من أنهم مع الحق والحق معهم، فلا يفارقونه إلى انقطاع التكليف، وأن القرابة من رسول الله ÷ لا تنقطع من أهل البيت المطهرين من الأدناس، المفضلين على جميع الناس، دون من ينتسب، ويرتكب الكبائر، بقوله: «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي» وفي بعض الآثار: «وصهري».
[في الصلاة على النبي ÷]
  ثم قال [أي: الفقيه]: وأما ما ذكر القدري من أني لم أصل على آل النبي ÷ في رسالتي، فلقد أفك في ذلك وافترى، وشهد على نفسه واجترى، ولقد ذكر أن الرسالة إنما وصلت إليه بخط بعض فرقته، فأسقط الصلاة على آل النبي ÷.
  مع أني قد صليت عليهم فيها في غير موضع، فترك ذلك صاحبه، وأغفله لعداوته في الدين، وليوهم أن خصمه لم يصلّ على آل النبي ÷، مع كونه مخالفاً لهم في اعتقادهم، وناسباً من خالفه في ذلك إلى الجهل والضلال إن سلم من الكفر فقد شهد على سلفه بذلك، فما هذا التشنيع والتبجح الذي لا حاصل تحته، ولا فائدة سوى المقت من الله ø والسخط منه.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنه أهدى لناسخ دامغته من أطيب ما عنده، فأزرى عليه وأشركه في السب؛ إذ نسبه إلى أنه ترك الصلاة على الآل.
  وأما قوله: وأغفله لعداوته في الدين، وليوهم أن خصمه لا يصلي على آل النبي ÷ إلى آخر ما يكافي عليه رب العالمين - فلعمري إنها سجيته مع أهل بيت النبي - صلى الله عليه وعليهم - فكيف بمن بعدهم من علماء الإسلام؛ لكنا نقول: الشاهد على صحة ما يدعيه عليه؛ ما كان في نسخته هذه الأخيرة التي