[الثناء على الله دعاء]
  بيت النبي ÷ ممن يُعتدّ به، فصارت هذه حيلة أخرى يخرج بها من إظهار بغضه لأهل البيت بأن يشرط في محبتهم هذا الاعتقاد الفاسد، وهم $ لا يعتقدونه، وهذا أمر لا يخلّصه عند الله وعند رسوله ÷ يوم يقوم الأشهاد، وإن استقامت حاله بذلك عند غوغاء المجبرة القدرية وأوغادها، فمن وراء ذلك عذاب غليظ.
[الثناء على الله دعاء]
  ثم قال [أي الفقيه]: «وأما قوله [أي القرشي]: لا يحسن هذا الدعاء من المجبرة القدرية - فأين موضع الدعاء من قوله: الحمد لله على السراء والضراء الذي زعمه صاحبنا؟».
  فالجواب [المنصور بالله]: أن الثناء على الله سبحانه فيه معنى الدعاء، وقد روينا عن النبي ÷ أنه حكى عن الله تعالى: «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين»(١).
(١) قال ¦ في التعليق: قيل لسفيان بن عيينة ما حديث رويته عن رسول الله ÷: «أفضل دعاء أعطيته أنا والنبيون قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيُّ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير» كأنهم لم يروا ذلك دعاءً؛ قال: وما تنكرون من هذا؟ ثم روى لهم قول رسول الله ÷: «من تشاغل بالثناء على الله أعطاه الله فوق رغبة السائلين»، ثم قال: هذا أمية بن أبي الصلت يقول لابن جدعان:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه من تعرضه الثناء
وقال: هذا مخلوق يقول لمخلوق، فما ظنكم برب العالمين؟ انتهى نقلاً من شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة | وإيانا والمؤمنين آمين.
روى عبدالرزاق عن سفيان عن منصور عن مالك بن الحارث قال: يقول الله: «إذا اشتغل عبدي بثنائه عن مساءلتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين» وأخرجه المرشد بالله # عن أبي سعيد مرفوعاً، وأخرجه أيضاً عن حكيم بن حزام بلفظ: «بذكري ... الخ»، وفي الترمذي عن أبي سعيد: «من شغله قراءة القرآن عن مساءلتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين» تمت تخريج أحاديث الكشاف لابن حجر العسقلاني.
وروى الإمام المرشد بالله # بإسناده الى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: «كان أكثر دعاء =