[مناقشة الفقيه حول من تجب محبته من أهل البيت]
[مناقشة الفقيه حول من تجب محبته من أهل البيت]
  وأما قوله: «ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة» قال [الفقيه]: «فقد بينا من تجب محبته من آل محمد، ومن كان على دين محمد واعتقاده من أهل بيته وجبت محبته، ومن أبغضه كان على ما ذكرت، ومن خالف النبي ÷ أبغضناه لاتباعه هواه، ولبغض النبي ÷ إياه».
  فالجواب: أنه إن استقام على هذا الشرط خرج من مذهبه الذي خالف فيه أهل البيت $ حتى تصح محبته لهم.
  وإن كان يرى أن الحق ما هو عليه مما ذكرنا مراراً من نسبة المخازي والفضائح وفنون المعاصي والقبائح إلى الله تعالى، وقضائه بها أو إرادته لحدوثها، وكراهته ø لما أمر به من الإيمان والعدل والإحسان، والقيام بالفرائض، واجتناب المحارم لمن لم يقع ذلك منه؛ فلا شك أن آل محمد $ لا يقولون بما يقول من هذه الجرائم الموبقة، وما جاء فيها؛ فليت شعري ما الذي تشترط في أهل البيت من الاعتقاد حتى يجب عليك ما أوجبه رسول الله ÷ من محبتهم؟ فيجب عليك بيانه ولا يحل لك كتمانه.
  وأما قوله: «ومن خالف النبي ÷ أبغضناه لاتباعه هواه، ولبغض النبي ÷ إياه».
  فالجواب: أنا نعيد عليه المطالبة التي قدمناها في أهله عليهم أفضل الصلاة ورحمة الله وبركاته فإن كان يرى أن النبي ÷ كان يبغض من نزه الله تعالى عن القبائح والفحشاء، وأضافها إلى عصاة خلقه، ويرضا عمن أضاف كل قبيح وزور وظلم وفجور إليه سبحانه، وأنه محدثه لا فاعل له سواه - كان هذا منه سوء ظن بالنبي ÷ كما أساء الظن بأهل بيته $، وإن عكس القضية في جميع ذلك أصاب الحق، وقال بالصدق.
  ولأن ما عتبه على أهل البيت $: إن كان قولهم خرج من مذهبه، وإن كان