[دعوى الفقيه سكوت أمير المؤمنين (ع) في زمن عمر وعثمان، والرد عليها]
  معرفته، وهؤلاء هم الإمامية، فهذا ليس موجوداً، وإن أردت غير هذا فلا يسمى نصاً، ولا نسلم لك ما تدعيه، فبان أن قولك هذا لا وجه له».
  فالجواب: أنه لما قال في النص: أَهُم أعلم بهذا النص أم الصحابة؟ اقتضى أنه يعني نصاً يعلم بظاهره مراد النبي ÷ ضرورة، فأجابه بأنه يلزم الإمامية.
  فأما النصوص من الكتاب الكريم والسنة فهي معلومة للصحابة ولغيرهم، بل هم أعلم بها من سواهم، لكنها نصوص يعلم المراد بها استدلالاً، فمنهم من نظر وعرف دلالة الأدلة على الإمامة، ومنهم من لم ينظر.
  وأما حكايته(١): «وإن ادعيت غير هذا فلا يسمى نصاً» - فحكاية باطلة، ولعله ذكر فلا يسمى نصاً جلياً، وظن القارئ أنه نص وهو جلي فاعلم ذلك.
[دعوى الفقيه سكوت أمير المؤمنين (ع) في زمن عمر وعثمان، والرد عليها]
  ثم قال: قال القدري: وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: فلم سكت أمير المؤمنين # في زمن عمر وعثمان؟ فالجواب(٢): أنه # لم يسكت عن الاستدلال والتنبيه لمن كان له قلب، لا في أول الأمر، ولا في آخره، ولو لم يكن في ذلك إلا ما في خبر المناشدة لكفى وزاد، وفيه: فأنشدكم بالله أفيكم أحد آخاه رسول الله ÷ فقال له: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» غيري؟ قالوا: اللهم لا؛ فقد رواه صاحب هذه الرسالة التي تكلمنا عليها أيضاً عند ذكره لفضائل علي # - فأقول(٣) وبالله التوفيق: أما ما ذكر من أن علياً لم يسكت عن الاستدلال والتنبيه فلم ينقل ذلك عنه من طريق النقل الصحيح، فإن وجد ذلك من غير نهج البلاغة الذي صنفه الرافضي، أو من غيره من كتب المبتدعين المبغضين للصحابة بسند صحيح؛ فليأت به، ولن يجد ذلك أبداً».
(١) الضمير يعود على فقيه الخارقة.
(٢) الجواب من الشيخ محيي الدين ¥.
(٣) القائل هو فقيه الخارقة.