[حديث حرب علي حرب لله ولرسوله ÷ وسنده]
  جعل ذلك لمن صرّح ببغض علي وَسَبِّهِ ولَعنِه وحَرْبِه، وأظهرَ عداوته.
  وانظر في هذا أيها الرجل وذلك ظاهر من لفظ علي # وصحة محاربته لمعاوية، ومعلوم من قصده، والفقيه مجمع على ذلك.
  وكذلك فإن من بحث السير والآثار عرف ما عند زوجته وولديه $ في معاوية، فلا يحتاج إلى بيان؛ لأنهم أعلم بما قاله رسول الله ÷ وعليُّ # من ذلك وعترتُه من سواهم.
  وأما بعد الصدر الأول فمن وجد منهم $ في كل وقت يقولون بتخطية معاوية، والحكم عليه بالهلاك؛ لمحاربته علياً # إلى يومنا هذا، وهو معروف عند من عرف مذاهبهم، وخالط رجالهم، وقرأ كتبهم، وتصفح آثارهم $.
  وأما قوله [أي: الفقيه]: وإن أراد بالعترة إمامه ومن وافقه من أهل مذهبه؛ فلا كلام أن ذلك ليس بإجماع.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنا وآباؤنا $ لم نختلف في تكفير معاوية، لخلافه لما علم من دين رسول الله ÷ ضرورة من ادعائه زياداً، وهذا لا يمكن الفقيه إنكاره ولا إنكار الخبر، فقد صرت إن أنصفت أحير من بَقَّة في حُقَّة(١).
[حديث حرب علي حرب لله ولرسوله ÷ وسنده]
  وأما أنه حرب لله ولرسوله فذلك ثابت بما رويناه مما أخبرنا به الشيخ العالم حسام الدين عمدة الموحدين الحسن بن محمد الرصاص، والشيخ محيي الدين محمد بن أحمد، قالا: أخبرنا القاضي شمس الدين جمال الإسلام والمسلمين أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبدالسلام بن أبي يحيى - رضوان الله عليه - مناولة، قال: أخبرنا القاضي الإمام قطب الدين أبو العباس أحمد بن أبي الحسن الكني - أسعده الله - قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب الفرزاذي
(١) ذكر هذا المثل في زهر الأكم في الأمثال والحكم (٢/ ١٥٠)، وانظر مقامات الحريري.