كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إبطال دعوى الفقيه وتفنيد أقواله]

صفحة 501 - الجزء 4

  أخبرني عمي، قال: أخبرني سيف، عن عبدالعزيز بن سياه⁣(⁣١)، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان علي # في بيته إذ أَتي فقيل له: قد جلس أبو بكر يريد البيعة؛ فخرج في قميص ما عليه إزار ولا رداء غير مزدر عجلاً كراهة أن يبطي عنها حتى بايعه، ثم جلس إليه وبعث على ثوبه، فأتاه فتجلله ولزم مجلسه.

  وروى الطبري أيضاً، قال: حدثنا عبيدالله بن سعيد قال: أخبرني عمي يعقوب بن إبراهيم، قال: أخبرني سيف بن عمر، عن الوليد بن عبدالله بن أبي طيبة البجلي، قال: حدثنا الوليد بن جميع الزهري، قال: قال عمر بن حريث لسعيد بن زيد: أشهدت وفاة النبي ÷؟ قال: نعم، قال: فمتى بُويِع؟ قال: يوم مات النبي ÷ كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة.

  قال: فخالف عليه أحد؟ قال: لا إلا مرتد أو من كان يريد أن يرتد لولا أن الله ينقذهم من الأنصار. قال: فهل قعد عنه أحد من المهاجرين؟ قال: لا تتابع المهاجرون على بيعته من غير أن يدعوهم.

  فهذه الأحاديث توضح ما ذهبنا إليه، وتشهد بالصحة لما اعتمدنا عليه، لا سيما وفي ذلك حسن الظن بالمهاجرين والأنصار، وتصديق الله ø ورسوله ÷ بالثناء عليهم، وحسن الثناء على علي # وإنزاله منزلته.

[إبطال دعوى الفقيه وتفنيد أقواله]

  فالجواب [المنصور بالله] عما أورده في هذه الأخبار: أن أول ما في هذه الأحاديث، أن فقيه الخارقة اعتمد فيها على ما عاب على خصمه بقوله: قال محمد بن جرير، ثم رفع الإسناد عنه، ولم يصل الإسناد إليه ومع ذلك فلو صحت الرواية عنه فرواية أهل البيت $ أولى.

  على أن⁣(⁣٢) الدلالة قد دلت على إمامة أمير المؤمنين # من قول الله تعالى:


(١) بكسر السين المهملة وفتح التحتانية الخفيفة. أفاده في الخلاصة.

(٢) ثم أنا نقول في هذه أن. (نخ).