[بحث حول قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}]
  قومٌ إذا وعدوا أو أَوْعَدوا عَمروا ... صِدْقاً ذوائبَ(١) ما قالوا بما فَعلُوا
  وقال: أنشدني أبو البحتري:
  معشرٌ يُنْجِزُون بالخيرِ والشَّرِّ ... مدى الدَّهرِ مَوْعِداً وَوَعِيدا
  قال: وأنشدني غيره لأبي هرمة:
  إذا ما أتى شيئاً مضى كالَّذي أتى ... وما قال إِنِّي فاعلٌ فهو فَاعِل
  قال: وأنشدني غيره لذباب العلكي وكان أنشد شعراً يحض قريشاً على رسول الله ÷، ثم إنه قدم المدينة على النبي ÷ قال له: «من أنت؟» قال: ذباب. قال: «صاحب الكلام؟» قال: نعم، وقد أبدلته بما هو خير منه. فقال رسول الله ÷ هات؛ فقال:
  علمتُ رسولَ اللهِ أنَّك مُدْرِكِي ... وأن وعيداً منكَ كالأخذِ باليدِ
  فَمَا حَمَلتْ مِنْ ناقةٍ فوقَ كُورِها(٢) ... أَبَرَّ وَأَوْفى ذمّةً مِن مُحمد
  وعن النظر بن شميل، قال: سمعت المأمون يقول: الإرجاء دين الملوك، وقد روينا ما في هذه المواضع إلى هاهنا بالإسناد المتقدم وأوله الرواية في وصية أبي بكر لعكرمة، وقد وفينا للفقيه بما شرط أن لا يُروى إلا ما صح طريقه، ولم يف بذلك هاهنا.
[بحث حول قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}]
  وأما قوله: «قال القدري [أي محيي الدين]: وأما حكايته لكلامنا في قولنا: ولا بد والحال هذه من مقدمات ينبني عليها الكلام، أولها تبيين الزيدية من هم؟ وثانيها: كذا، وثالثها: كذا، ليعلم العاقل أن ذلك لم يكن تبخيتاً ولا اتباع هوى.
(١) الذؤابة: من كل شيء أعلاه، ويقال: فلان ذؤابة قومه: شريفهم والمقدم فيهم، جمعه: ذوائب.
(٢) الْكُور: الرَّحل وهو ما يوضع على ظهر البعير للركوب.