كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان عدم خلة أبي بكر وتوضيح قوله أخوة أبي بكر من غير عقد]

صفحة 589 - الجزء 3

  ÷ فقال: مهلاً يا أبا جحيفة، مهلاً يا أبا جحيفة، ألا أخبرك بخير الناس بعد رسول الله ÷ أبو بكر وعمر، ويحك يا أبا جحيفة، لا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر في قلب مؤمن.

  فقد شهد علي # بأنه لا يجتمع حبه وبغض أبي بكر، ولا بغضه وحب أبي بكر وعمر في قلب مؤمن، وقد اجتمع حب الجميع في قلوب أهل السنة والجماعة⁣(⁣١)، بخلاف أهل البدعة، فنحن المرادون بهذه الفضيلة وغيرها من الفضائل لا سوانا، والحمد لله على ذلك.

[بيان عدم خلة أبي بكر وتوضيح قوله أخوة أبي بكر من غير عقد]

  والجواب: أن الخبر الذي أورده أولاً يدل على أن أبا بكر ليس بخليل النبي ÷، سواء كان زائداً على الصحبة أو مساوياً، فبطل ما اعتمد عليه من تفضيله على علي # بذلك، وحقق في ذكر الخطبة كون أبي بكر صاحباً، وذكر المنة بالمال لا ينكر لو وقعت استقامة مما لا يؤمن منه الإحباط، لارتقائه مرقاة يستحقها غيره، وكذلك في الخبر الثاني أنه ليس بخليل له، ولكنه أخ في الإسلام وصاحب.

  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «أفلا تراه هاهنا أخبر بأخوة أبي بكر من غير عقد».

  فالجواب: أن الأخوة بالعقد كانت لتقارب الأخوين في الفضل والدين، إذ


(١) قال ¥ في التعليق: كأن الفقيه لم يبلغه قول القائل لعلي: (إني احبك وأحب معاوية فقال له إذاً أنت أعور إما أحببتني وكنت صحيحاً وإما أحببت معاوية وكنت أعمى) وقد مرّ هذا.

وقال علي # (فنحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا سيد الأوصياء، ونحن حزب الله ورسوله، والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أشرك في حبنا عدونا فليس منا ولا نحن منه إلخ) [أخرج حديث (نحن النجباء ... إلى: ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا): أحمد بن حنبل في الفضائل (٢/ ٦٧٩) رقم (١١٦٠) والسمهودي في جواهر العقدين (ص ٣٤٤) قال في هامشه: ينابيع المودة (ص ٢٧٧)].

رواه محمد بن سليمان الكوفي وقد رواه أعني الحديث هذا ابن عساكر عن علي بلفظ (ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا) وكذا رواه أحمد قاله المفتي في شرح تكملة الأحكام وفي التفريج.