كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مبايعة موسى بن جعفر (ع) الإمام الحسين الفخي (ع)]

صفحة 551 - الجزء 1

  وكان والي المدينة عبد العزيز بن عبدالله العمري، من ولد عمر بن الخطاب؛ فأساء معاملة الأشراف من آل الرسول ÷، وكان يحصرهم ويشدد عليهم ويطالبهم بالعرض في كل يوم، فإذا غاب واحد منهم لحاجة له طالب أقرباه.

  وكان الحسن بن محمد بن عبدالله بن الحسن $ غاب، فطلب الحسين بن علي ويحيى بن عبدالله @ به، وجرى بينهما وبينه خطب طويل، وأقسم لئن لم تأت به - يقول للحسين - لأجلدنّك ألف سوط متّ أو حييت.

  قال له الحسين # وتبسّم في وجهه: يا أبا حفص؛ فغضب حيث لم يخاطبه بالإمرة، وقال: تخاطبني أيضاً بكنيتي؟ قال الحسين #: وما عليك في ذلك فكذلك كان يقال لعمر بن الخطاب، وزاد على الحسين بالكلام، والحسين # يلين له، فغضب له يحيى بن عبدالله وقال: كل يمين تلزمه لآتينك بالحسن بن محمد هذه الليلة المقبلة إن وجدته وإلا فلآتين إليك إلى باب هذه الدار؛ فخلّى سبيلهم.

  فقدموا إلى سويقة للمشورة فيها، وكان الحسين بن علي # يريد الأناة لأن دعاته كانت قد انتشرت في الآفاق، وقد بايعه ثلاثون ألفاً من أهل الأديان والبصائر، وكان على أنه يواعدهم ويقوم عند اجتماعهم، فأعجلهم يحيى بن عبدالله بيمينه، والعمري الخبيث بمضايقته لهم.

[مبايعة موسى بن جعفر (ع) الإمام الحسين الفخّي (ع)]

  فاجتمعوا وجاءهم موسى بن جعفر # فبايعه واستحلّ منهم في التأخر لأعذار حقّقها وقال: قاتلوا القوم وأنا شريككم في دمائهم؛ فاجتمع من أهل البيت $ نيف وعشرون رجلاً، ومن مواليهم وشيعتهم تمام سبعين رجلاً.

  وتأخّر عنه الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن، وموسى بن جعفر كما قدمنا انكبّ على رأسه قبّله، وقال: اجعلني في حلّ من تخلّفي عنك؛ فأطرق ساعة ثم رفع رأسه إليه، فقال: أنت في سعة.

  ونهض حتى دخل المسجد قبل صلاة الصبح، وكان العمري حضر المسجد