[بيان سبب ذكر الإمام (ع) للمعتزلة مع الزيدية]
  وأبو المطهر آدم بن الكمال الهروي أديب خراسان، والجوهري صاحب كتاب الصحاح، وأبو الحسن الأهوازي، وممن روي عنه العدل من متقدمي النحويين: سيبويه، والخليل، وعيسى بن عمر.
  واعلم أرشدك الله أنا لم نذكر من ذكرنا وتعنينا بتعدادهم لأن ندعي أنهم أكثر ممن خالفنا، بل المخالفون لنا أكثر أضعافاً، وإنما جعلنا ذلك في مقابلة قول الخصم إنه صاحب السنة والجماعة؛ فأما السنة فهي لا تفارق الكتاب، والكتاب لا يفارق العترة؛ بنص الرسول ÷ الذي لا يحتمل التأويل.
  وأما الجماعة(١): فأي جماعة مع من خالف ذرية الرسول - عليه و $ - ومن علماء الأمة من ذكرنا؛ لأنا لم نذكر غامضاً ولا مجهولاً عند أهل المعرفة، بل أصحاب التصانيف والأصحاب، ولو سُئلنا عن ذلك لبينّاه وشرحناه، فالأمر عندنا بحمد الله معلوم.
[بيان سبب ذكر الإمام (ع) للمعتزلة مع الزيدية]
  وذكرنا المعتزلة مع الزيدية؛ لأنهم لا يخالفوننا في شي من العدل والتوحيد والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين، وإنما خلافهم لنا في الإمامة، فيقولون بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان ونحن نخالفهم في ذلك ونقول: إن الإمام بلا
(١) قال ¦ في التعليق: سئل علي # عن الجماعة والفرقة، والسنة والبدعة؟ فقال: (أما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني، وأما أهل الفرقة فالمخالفون لي، ولمن اتبعني، وأما أهل السنة فالمتمسكون بما سنه الله ورسوله لهم وإن قلّوا، وأما أهل البدعة فالمخالفون لكتاب الله وإن كثروا) رواه السيوطي من طريق وكيع [روى جواب علي (ع) عن معنى: الجماعة والفرقة، والسنة والبدعة: الإمام أبو طالب (ع) في أماليه (ص ٥٨)، والمتقي الهندي في كنز العمال كما ذكره صاحب فضائل الخمسة (٢/ ٣٩) عنه].
وأخرج الإمام أبو طالب # عن سليم بن قيس الهلالي قال: سأل ابن الكوى علياً # عن: السنة، والبدعة، وعن الجماعة، والفرقة؟ فقال: (السنة والله سنة محمد ÷، والبدعة والله ماخالفها، والجماعة والله أهل الحق وإن قلوا، والفرقة والله متابعة الباطل وإن كثروا) ورواه الإمام أحمد بن سليمان # في الحقائق مرسلاً.