[القرابة: نفعها - عقيدتها]
  كغيرهم من سائر الأمة، فكيف يحسن منه الإزراء الفظيع، والسب الشنيع، لمن هو عند الله من الفائزين بدار النعيم؟ وهل ينبغي ذلك لذي قلب سليم؟
  هذا، مع أن خطأهم وإصابتهم على أصلك ليس شيء من ذلك بضارهم ولا نافع، بل يفعل الله سبحانه من ذلك ما يشاء، كما ذكره في أثناء رسالته، فلينظر ما تؤدي إليه أصوله المنهارة من الإلزامات، وما تنطوي عليه عقائده الفاسدة من ضروب الجهالات والضلالات.
  ولأن جميع أفعالهم عنده هي فعل الله سبحانه حسنها وقبيحها، مما أضاف إليهم مما حمد أو ذم، فكيف يعيب شيئاً من خلق أحسن الخالقين، تعالى الله عما يقول الجاهلون.
  وأما هذيانه بالمنام فقد عرف ما فيه من الكلام، وغالب الظن أنه ما أورده إلا وقد عرف ركاكته، وقد ظهرت لنا من كلامه إرادته، لكن أحب حشو الأوراق كيفما كان، والله المستعان، وما عاد إليه من تتبعه ما لا فائدة تحته من ذكره بصرف اسم زيد.
[القرابة: نفعها - عقيدتها]
  فأقول [أي: الفقيه] وبالله التوفيق: لو كان هذا الرجل من أرباب التحقيق، وأهل النظر الدقيق، بل لو لحظ بتوفيق؛ لما سلك هذا الطريق، ولما حشا الأوراق، بما لم يقل به أحد بالاتفاق.
  وأما قوله منكراً على قولي: إن القرابة لا تنفع إلا بالطاعة؛ فغفلة عن المقصود، فلقد ذكر الله ذلك في كتابه، وبينه الرسول ÷ لأمته في خطابه.
  والجواب [المنصور بالله]: أنا ما ذكرنا إلا ما يحتاج إليه، لا ما يستغنى عنه، وقد بينا أن القرابة بمجردها لا تدخل صاحبها الجنة، وإن حصلت بها جلالة الشرف للمنتسب إليه –صلى الله، وملائكته، عليه وآله وسلم - والعقل يقضي بتمييز بهيمة الرفيع القدر على بهيمة الدنيء، فأما الولد فلم يختلف فيه أحد لا مسلم ولا