كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر تصانيف الإمام أبي طالب (ع)]

صفحة 787 - الجزء 1

  وكان تِلْوَ أخيه # في الفضل والشرف والعلم والشجاعة والزهد والورع والسخاء وحسن السيرة والسياسة ونشر العدل، ولم يبق من فنون العلم فن إلا طار في أرجائه، وسبح في أثنائه.

[ذكر تصانيف الإمام أبي طالب (ع)]

  وله تصانيف جمة في الأصول والفروع مثل: كتاب المباديء في علم الكلام، وكتاب المجزي في أصول الفقه، وهو الذي من شاهده من أهل العلم عجب من أسبابه، ولا عجب من علم أهل العلم من ذرّية الرسول ÷ وورثة الكتاب - سلام الله عليهم أجمعين -.

  وكتاب التحرير في فروع الفقه وعلوم أهل البيت وشرحه باثني عشر مجلداً جامعة الأدلة والشروط والعلل والأسباب لا يكاد يوجد في كتب أهل العلم ما يساويها ولم يكن شغله في مدة حياته إلا نشر العلم وتجديد رسوم الإسلام إلى أوان قيامه # ثم اشتغل بصلاح الأمة، وإنفاذ أحكام الله تعالى، وجهاد الظالمين، ومنابذة الفاسقين، وعبادة الله حتى أتاه اليقين.

  فما ترى أيها الفقيه أنت وأمثالك ممن يدعي العلم أي الرجلين أولى بأمر الأمة وخلافة محمد ÷ مَنْ هذه صفته وحاله أم من تقدم من بني العباس؟! فانظر بعين النصفة لنفسك فالحق أهله به شحاح وإن كثر سواد المبطلين.

[ذكر أيام المستظهر بالله العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

  ولما توفي المقتدي يوم الجمعة الخامس عشر من المحرم سنة سبع وثمانين وأربعمائة قام بالأمر أبو العباس أحمد بن عبدالله المقتدي التاسع عشر من المحرم من السنة المذكورة، وكان أحزم ممن سبقه من أهله وأنهض بالأمر، وتلقب بالمستظهر بالله، ولم ينزع عن منهاج سلفه في المعاصي؛ لأن ذلك قد صار لاستمرارهم عليه كالمُستحسن ولترك علماء السوء الإنكار عليهم وشهادتهم لهم بالإمامة استرسلوا وركبوا ما ركبوا.